
وبعد أن أعلن العيد عن رحيله ، وجمع بقايا ثيابه والحلوى التي جمعها في مقيله ، وامتطى صهوة جواده وأطلق له العنان حيث يذهب ، فلن يسأله عن دليله ، بعد أن وعدنا أن يعود بموعدٍ لا يحق لكائن من كان تقديمه أو تأجيله ، فهو سبيلنا إليه وبه يجد إلينا سبيله ..
عيد يتجدد في كل عام ، ونعيشه ونحن محاطين بهالة من الضحكات والأحلام ، فيسعد به الكبير قبل الغلام ، فلسنا على حبه نُلام ، وها قد رحل فعليه منا السلام ...
وماذا بعد ...
وأين نحن ؟؟
وما عذرنا على التقصير ، بعد أن تزودنا منه بإيجابية تكفينا لعام ...
وكيف نتكاسل عن المسير ، وقد جددنا فيه الهمة بالقيراط ليس الجرام ...
وهل سنظل نبكيه ونَحِّن إليه ، وننسى ما هو منوط بنا من مهام ...
فما كان العيد إلا فسحة أمل ، وقد انتهت و عدنا بعدها للعمل ...
وما كان العيد إلا جرعة نشاط ، وقد تجرناعناها و نتوقع بعدها زوال الكسل ...
وما كان العيد إلا فاصلا استرحنا فيه مما كان ، وآن الوقت لأن نواصل الرحلة وعن هدفها لا تسل ...
فمهما كانت طبيعة الحياة ، سنستعيدها ..
ومهما كانت قسوتها ، سنعتادها ..
ومهما كثرت تشعباتها ، سنرداتها ...
ومهما ابتعدت آمالها سننالها ...
ومهما عاندتنا ، لن نرضخ لعنادها ...
فنحن لها ، وهي حياتنا ، هي أولى بنا ونحن أولى بها ...
فهيّا نواصل ما بدأناه ، ونحقق عهدا لأنفسنا قطعناه ، فقد أجابنا العيد عما سألناه ، وأفادنا بالفرح الذي نلناه ، وأعاده لنا إن كنا فقدناه ، وزاده بركة و رضا كما عهدناه ، وذكَّرنا بالفضل الذي نسيناه ، وهو الذي من جود المولى نهلناه ..
طوال رمضان وعيده الذي تبعناه ، فما غادرناه إلا وقد استكفيناه ...
فمن كان عاجزا ، فليتنحى وعن طريقنا يتأخر ..
ومن عاد متقاعسا ، فليخجل من نفسه قبل أن يُبَرّر ...
ومن لم يغيره العيد ، فليس هناك أملا بأن يتغيَّر ...
فقد رضي أن بسلبيته يتدثر ...
فكيف لعبد مؤمن بعد أن صام وصلّى وهلّل وكبّر ...
أن يرجع خالي الوفاض ، وكأنه بنهرٍ جارٍ لم يتزود أو يتأثر ...
فلا عزاء له ، وكيف عليه سنصبر ، وكيف تراه تصبّر ...
فنحن لنا ما ظهر ، وله منا ما تقَدّر ، وعند الله الجزاء الأكبر ...
@bentalnoor2005
بنت النور






