

صدر حديثًا عدد جديد من مجلة "الجوبة87"، حاملاً بين طياته مزيجًا مميزًا من المقالات التي تتناول قضايا أدبية وثقافية واجتماعية تتصل بعمق بواقعنا وتطلعاتنا. يُظهر هذا العدد حرصًا مستمرًا على تقديم محتوى فكري غني يعكس التنوع الثقافي ويحفز النقاش الفكري البناء .
وقد تصدر صفحات عدد مجلة الجوبة الجديد تقرير عن تدشين سمو أمير منطقة الجوف الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز مهرجان زيتون الجوف الدولي في دورته الثامنة عشرة بتاريخ 2 يناير 2025م.
كما تضمن العدد تقريراً خاصا عن مهرجان تمور الجوف ، والذي دشنه نيابة عن أمير منطقة الجوف.. نائب أمير منطقة الجوف الأمير متعب بن مشعل ال سعود في نسخته الحادية عشرة بمحافظة دومة الجندل.
وتقدم الجوبة في عددها الجديد دراسات ومقالات تحمل دلالات مهمة في مجالاتها، وفي هذا العدد تواجه الجوبة تجربة الشاعر محمد عبيد الحربي وغيابه المبكر عن المشهد الشعري والذي يعد أحمد بوقري هذا الغياب خسارة أدبية مع أن تجربته القصيرة والمهمة في قصيدة النثر متفردة فنيا. إلى نصوص عبدالمحسن يوسف في "مطر كسول على الباب". وإلى أبطال روايات فوزي البيتي الذين يكشفهم عبدالله العبدالمحسن وأنهم أبطال من زمننا هذا، زمن الحروب والقلاقل والتهجير القسري والهجرات غير الشرعية.
أما رئيس التحرير إبراهيم الحميد فتحدث في افتتاحيته عن استمرار الجوبة بالتواصل مع كافة المبدعين ونشر أعمالهم الجديدة لإظهار التزامها الدائم بخدمة الابداع والثقافة الجادة في المملكة والعالم العربي.
وإلى الصراع بين التاريخ والسيرة واستعادة السيرة الذاتية مكانتها يناقش رائد العيد كتابات عدد من المؤلفين عن يومياتهم في كورونا .
ومن السيرة الى الرواية الفائزة بجائزة القلم الذهبي لأفضل رواية تاريخية يناقش شريف الشافعي دموع الرمل لشتيوي الغيثي، وتقصي الرواية عبر مائة وخمسون صفحة مصائر مجموعة من الأشخاص في فضاء الصحراء ومعاناة البدو وشظف العيش والغلظة و الجفاف.
وفي ملف خاص تواجه الجوبة الروائية الكاتبة هناء جابر حيث تقول انه يمكن تحويل العملية الإبداعية إلى مهنة، لكنها لا تكفل عيش المبدع، وأعتقد أن التفرّغ للكتابة فيه شيء من المخاطرة. كما أن تحويل الإبداع إلى استثمار لا يتطلّب التسويق الجيد للمنتج الإبداعي فحسب، لكنه يحتاج وعيًا ثقافيًا عاليًا عند الجمهور و تضيف أن هناك أدوار فردية وأدوار مؤسساتيّة لتحفيز الشباب على القراءة. وتنطلق هذه الإسهامات من الأسرة بتوفير مكتبة منزلية تضمّ كتبًا متنوعة في مجالات عديدة منها التاريخية، الفلسفية، الأدبية، الثقافية وغيرها و تؤكد أن مساحة انشغالي بالأمومة أكبر، حتى ألقى هذا الدور بانعكاساته على كتاباتي و التفرّغ للكتابة فيه شيء من المخاطرة و أن قراءة الأعمال ذات القيمة المعرفية والفكرية والأدبية في عمر مبكّر تؤسّس ذائقة القارئ تأسيسًا متينًا مؤكدة أن مجلة الجوبة أشبَه بمهرجان للأدب والفكر والإبداع ..
وعن تجربة الكاتبة الروائية هناء جابر ترى د. ايمان المخيلد أن الكتابة قادرة على إعادة تشكيل الواقع ، مؤكدة أن الكاتبة تراهن على البحث العميق في النفس البشرية مشيرة إلى قدرة الروائية على تقديم حياة الشخصيات الروائية والمحافظة على التوازن النفسي ! قائلة أن هناء جابر أفلحت في كشف العلاقة بين الذات والآخر !.
فيما ترى د. هويدا صالح أن الكاتبة واعية بالوشائج التي تجمع السرد الروائي وعلم النفس ، مضيفة أن ضمير الأنا منح النص مزيدا من الحميمية و الدفء في السرد !.. فيما يصف أحمد الشيخاوي الروائية بالجسارة والتجديد عبر بصمتها السردية تحت شجرة السدر والتي استطاعت من خلالها أن تستدر فضول القراء وانتباه الدارسين..
ويؤكد محمود قنديل أن تجربة هناء جابر اتسمت بقوة الخيال رغم استدعاء الواقع وقدرتها على التخييل رغم استلهامها لبيئتها ومجتمعها! ونصل إلى التعرف على الروائية هناء جابر من خلال مواجهتها، فهي تقول: بدأتُ بكتابة الرواية لافتتاني بهذا الفنّ، ثم اتّجهتُ إلى كتابة المقالة، وأن الكتابة بشكلٍ عام، وكتابة الرواية بشكلٍ خاص، فنّ يشكّل ذاته من جديد مع كل تجربة جديدة.
وفي نصوص شارك كل من الدكتورة سعاد فهد السعيد/ مريم الشكيلية/عائشة بناني/محمد الرياني/أحمد الخطيب/محمد الطيري//خالد برادة/نجاة الماجد/محمد الجلواح.
وفي مواجهات قدمت الجوبه ثلاثة حوارات .حيث تحاور أميرة الوصيف هان كانج الحائزة على جائزة نوبل في الأدب لعام 2024 وجائزة البوكر العالمية لعام 2016م.
والثاني حوار مع كاظم الخليفة أعده عمر بوقاسم.
وتحاور نسرين البخشونجي أندرو سايمون الذي حصل على درجة الدكتوراه من جامعة كورنيل، ويعمل حاليًا محاضرًا بكلية دارتموث في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقدم الجوبة مواضيع عن أهمية دومة الجندل ( الجوف ) التاريخية و رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك دومة الجندل ( الجوف ) وتنشر الجوبة مقال عن تاريخ مكة المكرمة لمنصور محمد جبر ومقالات لمحمد علي الجفري و نايف مهدي عن الروائية صباح فارسي و د. رجاء بنحيدا عن الشاعرة سكينة الشريف و صفية الجفري عن الأمومة و الجسد و الإرث القديم .
إضافة الى عمر بوقاسم الذي يكتب صانع الفرح ، وجاءت لوحة الغلاف للفنانة نوال العازمي عن زيتون و تراث منطقة سكاكا الجوف .. ..






