

تدفع الرياض وطهران بعلاقاتهما نحو إطار أوسع، خاصة في خضم المتغيرات الجيوسياسية، في وقت يؤكد البلدان رغبتهما بتعزيز مستوى العلاقات الثنائية، استمراراً للخطوات المتخذة تجاه تنفيذ قرار استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، الذي فعّل منذ مارس 2023، ويأتي التعاون المبدئي اليوم بين المملكة وإيران بعد فترة شهدت اختبارات حقيقية إثر الأحداث المفصلية التي لامست منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر 2023، والحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة ولبنان، وما أحدثته من ارتدادات سلبية على الأمن القومي العربي.
وعلى الرغم من الأحداث السابقة إلا أن المملكة وإيران اتجهتا إلى مسار البدء في بناء الثقة من خلال التعاون المشترك، الذي ربما يمكن أن يسهل العلاقات بشكل أفضل، ولعل المرحلة الحالية تشهد تحولات في سياسات إيران النووية والإقليمية.
تعد الزيارات المتبادلة بين المملكة وإيران خطوة متقدمة في مسار العلاقات التي تسير بخطى ثابتة، ولا شك أن زيارة وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان للجمهورية الإسلامية الإيرانية فتحت على إثرها ملفات متعددة، منها الاقتصادي ومنها ما هو سياسي، وبالتأكيد الملف الأمني، وكذلك توطيد العلاقات بين البلدين والدفع بها نحو مسارات أخرى، وخاصة فيما يتعلق بالجانب الأمني وإعادة تفعيل اتفاقيتي السعودية وإيران عامي 1998 و2001، حيث أثمرت الأولى عن لجنة اقتصادية مشتركة بين الرياض وطهران، والثانية تعاوناً أمنياً.
يأتي تطور العلاقات الثنائية بين المملكة وإيران كإحدى ثمار الجهود التي يقودها ولي العهد من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.






