الكاتب : الأستاذ سمير عطاالله
التاريخ: ١١:١٦ ص-٢٠ يونيو-٢٠٢٣       312

صدر كتاب: «الواقف في الشمس - سيرة، حياة، وذكريات»، الصادر عام 2020م في طبعته الأولى للدكتور: علي بن عبدالعزيز الخضيري، والكتاب يقع في 160 صفحة، من القطع المتوسط، ويضم الكتاب ملحقًا يحوي مجموعة من الصور الملونة.

ومؤلفه هو إعلامي مخضرم عمِل مديراً لإذاعة القرآن الكريم، ووكيلاً في وزارتي الإعلام والتعليم، وعضواً في مجلس الشورى، ومستشاراً في مجلس الوزراء. وسجل في هذا الكتاب كفاح جيله في مجال الإعلام عبر وقفات متعددة من حياته، ليدون فيها ما رآه من ذكرياته إلى جانب معلومات تاريخية في عهد بناء الدولة السعودية وعلوه، وهذه الومضات دونها في حياة والديه- رحمهما الله-، ومن عايشهم.

ويكشف الدكتور الخضيري سبب تأليفه لهذا الكتاب بقوله: «بلغ حنان أمي- رحمها الله- وعطفها عليَّ أنها كانت لا ترد لي طلبًا في سنوات طفولتي الأولى، وكنت أعاندها إن تأخرت في تلبية طلبي فأقف في الشمس، وكانت تتودد لي أن أعود إلى الظل على وعد منها بتحقيقه، ولعل الله أراد أن يعطيني درسًا في البر بها، ويلهمني السعي لرضاها فعاقبني أستاذي في السنة الثانية الابتدائية بأن أوقفني مرتين لدقائق في حرارة الشمس إذ لم أكتب واجب الإملاء في الفصل، ولما كبرت حرصت وإخوتي على إسعادها وتعويضها عن سنوات التعب والنصب والمرض.

وفي آخر حياتها تعلقت بي وظلت تتابعني في روحاتي وغدواتي، ويضيق صدرها، وتظل تفرك يدا بيد إن سافرت ولم أتواصل معها فور وصولي إلى غايتي رغم ما بلغته من العمر. ثم وقفت في سنوات لاحقة في حياتي العملية الإعلامية في شموس معنوية أراد منافسون لي أو كارهون أن أصطلي بوهجها وهم ينعمون بظلها، لكن الله وفقني وهداني إلى الوقوف في شمس النجاح وثمرته وحلاوته.

تعلمت أن الوقوف في الشمس والصمود في وهجها سواء أكانت حقيقية أم معنوية هو سبيل الفلاح والنجاح وتحقيق المراد، واتخذت منه مثلا في حياتي وزادًا في مسيرتي حققت فيه آمالي وطموحاتي وأهدافي، وصولاً إلى نفحات عليلة في ظل ظليل بتوفيق الله، وقد لا يكون العنوان مرتبطًا بالسيرة كلها ولكنه رمز لها ومدخل إليها. ففي ظل تلك الشموس أكتب سيرتي وذكرياتي مقتبسا عنوانها من وقفاتي فيها في صور معنوية لها دلالات قد تكون تصريحا أو تلميحا دفينة في النفس لا أريد لها أن تؤذي أحدا ممن مروا بي أو مررت بهم في هذه الدنيا الفانية رغم ما لقيته منهم من شغب ونصب. كما سأتحدث فى هذه السيرة عن أصدقاء وزملاء أعزاء ممن يقتضي سياق السيرة أن أذكرهم أو أُفصل في ذكراهم، وأعتذر لكل صديق أو زميل لم أذكره لكثرة الأسماء والشخوص الذين رافقتهم في حياتي ورافقوني؛ فالمقام لا يتسع لكل المواقف والأحداث والذكريات، كما أشكر بعد الله كل من أعانني وساعدني في مسيرة حياتي، رحم الله والدتي ووالدي ووالديكم أجمعين».