يعد مبنى مجمع الجهات الحكومية القديم في مدينة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية، من الشواهد التاريخية الأبرز والعالقة في ذاكرة المجتمع، والذي يربط القديم بالحديث، حيث أنشأته شركة التابلاين قبل أكثر 80 عاما مضت.
 وخصص المبنى ليكون مقرًا لعدد من الجهات الحكومية كفرع لوزارة المالية والشرطة، والاتصال واللاسلكي وغيرها، وأسهم موقعه في وسط عرعر، على شارع الملك عبدالعزيز "أقدم شوارع عرعر" بحي المحمدية، إلى تحوله لمعلم تاريخي بارز ونافذة على بداية الحكاية، وشاهد شامخ على ذكريات الزمن الماضي، كما يعد الأول من نوعه وجودته آنذاك فهو حديث ومسلح.
 وحافظ المبنى على طرازه القديم، كما شيدت شركة التابلاين عددا من المباني حكومية وأخرى لمساكن، وبعد عدة سنوات انتقلت مقار الجهات الحكومية لمواقع أخرى واستقلت كل جهة لوحدها.
 وأصبحت المباني القديمة أطلالا وشواهد حية على حقبة زمنية مرت بها المنطقة، التي شيدت في مطلع الخمسينيات الميلادية، بموجب الاتفاقية مع حكومة المملكة العربية السعودية.
 وأكد عدد من المهتمين المواطنين أهمية المحافظة عليها من خلال إعادة تشكيل الطابع المعماري وترميم المتهالك منها وتنظيمها وإعادتها من جديد تكون حاملة لعبق الماضي، وتصبح مزارا سياحيا أو يحول "لمتحف" يحمل من القيم الشيء الكثير، وشاهدة على حالة تطور المحافظة وتحولها من مرحلة تاريخية إلى أخرى.
 ومما يذكر أن هيئة التراث السعودية في 15 ديسمبر 2020م، سجلت خط أنابيب التابلاين في سجل التراث الصناعي الوطني بوصفه أول موقع تراث صناعي يتم تسجيله رسميا في المملكة، وقامت مؤخرا بترميز مبنى المالية القديم، ومبنى اللاسلكي القديم، ومبنى السجن القديم، ومبنى سكن موظفي الإمارة القديم، ضمن 41 لوحة ترميز في عدد من مباني التراث العمراني بمنطقة الحدود الشمالية، من خلال الاستجابة السريع (QR Coad) أسفل كل لوحة يربطها بالسجل الوطني للتراث العمراني.
 ويهدف مشروع الترميز إلى وضع تصنيف للموقع وفقا لأهميته الوطنية والمعمارية والتاريخية، وذلك وفق المعايير الدولية.