المصدر : صباح اليوم - متابعات - الرياض
التاريخ: ١٠:٤٩ ص-١٦ أغسطس-٢٠٢٣       145

يعد عالم الميتافيرس "Metaverse" والذي يعني (عالم التحول) وهي تكنلوجيا حديثة تتيح للمستخدمين التواصل والعمل في بيئة افتراضية تجمع ما بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز، إلا أن التعليم العام في العالم العربي لا يزال حضوره محدودا في هذا العالم.

"الرياض" التقت بالمعلم السعودي في مدرسة الأمير سعود بن جلوي الابتدائية بالأحساء منصور عبدالله المنصور الذي ابتكر "منصة ميتا علم" في عالم الميتافيرس، والتي تعد من أوائل المنصات العربية في هذا العالم التعليمي.

عالم جاذب!

أوضح المنصور بأن الميتافيرس تعد تكنولوجيا حديثة تتيح للمستخدمين التواصل والعمل في بيئة افتراضية تجمع ما بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز والبيئات ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى التواصل الممتع في بيئات تشبه الحقيقة وتضفي على المستخدمين سعادة وجاذبية ومتعة في التواصل وزيادة في دافعية الطلاب للتعلم، ويكون عبر الاتصال بالإنترنت بين المعلم وطلابه ويكون فيها الصف الدراسي افتراضيًا ويكون المعلم وطلابه بصورهم وفق الأبعاد الثلاثية، ويقوم المعلم بالشرح والمناقشة مع طلابه بأحاسيسهم ووعيهم في بيئة افتراضية فضلا عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويتم ذلك بارتداء نظارات تحقق الواقع الافتراضي المعزز ثلاثي الأبعاد، وهو ما يتغلب على صعوبات التعلم عن بعد؛ حيث يمكن التعلم عن بعد مع التفاعل المباشر مع الطلاب بشكل يحاكي البيئة التعليمية الطبيعية، كما أنها تتغلب على عقبات الأزمات والطوارئ التي تفرض التباعد الاجتماعي مثل جائحة كورونا والأوبئة والحروب والكوارث الطبيعية.

وتيسر الميتافيرس عرض المواد العلمية والعينات صعبة وخطرة التحضير وذلك في جو آمن لا يضر بالطلاب مما يزيد من دافعية الطلاب التعليمية؛ من خلال الواقع المعزز إضافة إلى الترفيه الذي يسود جو الصف الدراسي الافتراضي، كما تتيح لهم إقامة المؤتمرات والمعارض والمتاحف والرحلات التعليمية الى أي مكان في العالم، ومن التوجهات القادمة لمنصة ميتا تحويلها إلى مدرسة افتراضية متكاملة بحول 2025م.

التعلم الغامر

أوضح منصور بأن الطالب في عالم الميتافيرس يتعلم بأقصى درجات التعلم وهو ما يطلق عليه التعلم الغامر، حيث ينغمر في التعليم بكل استمتاع، ضارباً مثل بتعلم مادة العلوم حيث تمكنه هذه التقنية وعبر لبس النظارة من الإمساك بالجمجمة وبقية أعضاء الجسم والتعرف عليها ومكوناتها وغير ذلك من التفاصيل. وتابع بأن التجهيز الأولي كان في تجهيز المنصة حيث استغرقت منه 6 أشهر، مشيراً إلى أن إنشاء منصة تعليمية عملية معقدة وتستغرق وقتاً طويلاً، عبر تحويل المقرر الدراسي من مادة دراسية عادية إلى افتراضية (ميتا فيرس)، وبعدها تم توفير النظارات التي تتماشى مع هذه المنصة، لافتاً إلى منصة "ميتا علم" مدعومة من جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم على مستوى العالم، فتم توفير ست نظارات كمرحلة أولى وتتميز بإمكانية التفاعل عبر تقريب الصورة، ومعها ينتقل الطالب من منزله إلى المنصة تفاعلياً التي يتجول فيها وهو يعيش حالة مشبعة بالمتعة فيصبح التعلم بالمتعة حقيقة مجسدة. وكشف عن أنه بدأ يمارس التعليم في منصة "الميتا علم" منذ شهر، وأبدى دهشته بما لمسه من تفاعل للطلاب الذين كانوا يحلمون فيه وتم التطبيق على الصف الخامس الابتدائي والسادس. الطلاب أكدوا بأنهم بات التعلم لديهم سريعاً، حيث إنه تم اختزال ما كانوا يتعلمونه خلال شهر كامل باتوا يتعلمونه في حصة دراسية واحدة.

منصة سعودية

لاحظ المنصور وجود اتجاه عالمي نحو التعليم الافتراضي، لافتاً إلى أن أبناءنا الطلاب مولعون كثيراً بالعالم الافتراضي عبر استخدام أجهزة الألعاب الإلكترونية والذكية، إلا أنه واجه عقبة ومع الدخول إلى عالم الميتافيرس، حيث لم يعثر على منصة أو محتوى تعليمي يخدمه في سلك التعليم، فقرر الدخول إلى هذا العالم عبر إنشاء منصة تعليمية عربية (ميتا علم)، واصفاً منصته السعودية تعد من الأوائل في العالم العربي تجمع بين أربع مجالات رئيسة هي العالم الافتراضي، والواقع المعزز، الذكاء الاصطناعي، البيئة الثلاثية الأبعاد، وهي تعد منصة خاصة، تضم محتوى، ومعها تعليم مما يجعلها تعد من الأوائل من نوعها في العالم العربي في التعليم العام.

ولم يخفِ طموحه في نقل تجربته بعد أن يتمكن منها إلى بقية مناطق المملكة لتصبح إدارة تعليم الأحساء بيت خبرة في هذا المجال، متطلعاً كذلك في إنشاء مدرسة افتراضية تفاعليه كما هو قائم في دولة اليابان، ينتقل فيه المتعلم من عالم إلى آخر دون ملل، مبيناً بأن إعداد المحتوى في منصة الميتا علم أمر صعب ويحتاج إلى جهد كبير، كما أن الدخول في المنصة أمر مكلف مادياً، حيث يتطلب الدخول شراء مساحة تجتمع فيه العالم، مشيراً إلى أنه نجح في إعداد ستة محتويات من الصف الخامس الابتدائي في مادة العلوم. المنصور ولحرصه على نشر هذه العالم قام بتدريب ست مجموعة من الطلاب في مدرسته على آلية الدخول في عالم الميتافيرس أطلق عليهم سفراء، حيث أخضعهم إلى مزيد من التدريب والتعليم وساعات العمل في هذا العالم بهدف تدريب زملائهم، أما الطلاب أشاروا إلى أنهم تعرفوا على الواقع المعزز، مؤكدين على وجود فارق كبير بين الشرح على السبورة والدخول إلى منصة الميتا علم وVR، حيث وجدوا وعاشوا التفاعل والمباشر والاجتماع مع زملائهم والمعلم.