المصدر : صباح اليوم - متابعات - القبس :
التاريخ: ١١:٢٠ ص-٢٣ أغسطس-٢٠٢٣       134

قالت صحيفة "القبس الكويتية في تقرير بشأن الأشجار في الكويت وإهمالها أنه في وقت تتزايد فيه حاجة البلاد إلى الغطاء الأخضر لتلطيف الأجواء وتخفيف حدة حرارة الصيف وتقليل تأثير الغبار، تعاني «رئة الحياة الخضراء» من الإهمال ما يتسبب في موت الأشجار على الطرقات بلا تحرك من جهات الدولة المعنية.

بينما اشتكى عدد من المواطنين من غياب خطة التخضير في البلاد، انتقدوا عدم الاستفادة من تجارب الدول المجاورة التي نجحت في تخضير الشوارع والطرقات وزيادة الغطاء الأخضر، وعلى النقيض من ذلك تعاني الكويت من موت الأشجار صيفاً وقد تعرت الشوارع والطرقات من الغطاء النباتي والمزروعات المطلوبة لتلطيف الأجواء وتقليل تأثير الملوثات والانبعاثات الضارة.

ورصد ناشطون بيئيون موت آلاف الأشجار، وسط تساؤلات عن دور هيئة الزراعة والجهات الأخرى المعنية وفرقها ازاء تكرار هذه الظاهرة في كل صيف، وهو الامر الذي يكلف الميزانية العامة الكثير من الاموال، نظير زراعتها وصيانتها على مدار سنوات، قبل موتها مؤخرا.

وبحسب تقديرات الناشطين، فإن خسائر موت الأشجار صيفاً تجاوزت مليوني دينار، لافتين إلى غرس النخيل وغيره من الأشجار الأخرى في الشوارع والطرقات يحتاج إلى ميزانية كبيرة، ومن المؤسف أنه بعد كل هذه التكاليف المالية الطائلة تموت الأشجار بسبب الحر والظمأ وعدم العناية بها.

وقدر الناشط البيئي ناصر الهاجري عدد الاشجار التي ماتت بالكويت خلال 6 أشهر بمليون شجرة، متسائلا عن اسباب عدم اهتمام اعضاء مجلس الأمة بموت الاشجار والقضايا البيئية.

وتعهد هيئة الزراعة لقطاع الزراعات التجميلية فيها، تصميم وتنفيذ والإشراف على مختلف أعمال الزراعات التجميلية والتحريج، والتي تتضمن الطرق والساحات والحدائق العامة والمتنزهات ومناطق التحريج وحدائق الحيوان، فضلا عن تقييم وتطوير سير نشاطات التخضير في البلاد، اضافة الى تقديم التسهيلات والمشورة الفنية للجهات الرسمية المعنية المعتمدة بتطوير القطاع الخضري.

ويوجد لدى هيئة الزراعة عقدان يتعلقان بري الأشجار والمزروعات على الطرق السريعة «شمالي وجنوبي» وصيانتها، الا انها تواجه عقبات اخرى بعيدة عن تلك العقود وانتهائها او تمديدها، وهي تتعلق بنقص المياه المعالجة الواصلة الى الخزانات الرئيسية او الفرعية، حيث سبق ان عقدت اجتماعات بين مسؤولين في الهيئة العامة للزراعة وفي وزارة الأشغال، لبحث حلول لمشكلة ضعف المياه المعالجة ونقصها، لضمان عدم موت أعداد إضافية من الأشجار، سواء بالطرق السريعة او الداخلية.

إجراءات ميدانية

وقال الناشطون: نظرا لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خلال اغسطس الجاري، فان المطلوب هو اتخاذ المزيد من الإجراءات الميدانية من فرق هيئة الزراعة، وتكثيف أعمال الصيانة والري للأشجار والزراعات في كل الطرق، فغياب الحلول المتعلقة ببقاء الاشجار بانواعها في وضع جيد لفترات طويلة، يحتاج الى حلول واقعية من قبل الهيئة، بالتعاون والتنسيق مع جهات حكومية ومختصين بالقطاع الزراعي.

فوائد الغطاء النباتي

01 تلطيف الأجواء صيفاً

02 تخفيف حدة الانبعاثات الضارة

03 تخفيف تأثيرات موجات الغبار

04 إضفاء منظر جمالي على الطرقات

خطوات مطلوبة 

01 إطلاق حملة وطنية لتشجير البلاد

02 رصد ميزانيات لغرس الأشجار

03 إشراك الفرق التطوعية في التخضير

04 استغلال المياه المعالجة في ري مزروعات الطرق

خفض الميزانية مشكلة

وأشارت المصادر إلى أن وزارة المالية خفّضت ميزانية الهيئة خلال الأعوام الأخيرة بين %40 و%60‎، وهو ما أثر في جودة العمل ونوعية العمالة، وانعكس سلباً على المنظر العام لشوارع البلاد، مبيّنة أنه عندما يطرح عقد بمليوني دينار لمدة 3 سنوات في أي محافظة، فتكون الترسيات على نسبة أقل من نصف هذا المبلغ.

12 عقداً لصيانة مزروعات الطرق والحدائق

أكدت المصادر أن هيئة الزراعة لديها 12 عقداً لصيانة مزروعات الطرق والحدائق في المحافظات الست والطرق السريعة، وتشرف عليها شركات مسؤولة ومتخصصة في صيانة هذه المشاريع والمحافظة على النباتات بداخلها، وتتضمن صيانة نحو 182 حديقة أيضاً. وزادت إن قيمة عقود الصيانة لمشاريع الزراعة التجميلية شهدت تقليصاً حاداً في إحدى السنوات، من 6 ملايين إلى مليوني دينار فقط، وهو ما انعكس سلباً على صيانة عدد من المشاريع التابعة لها.

الناشط البيئي عبيد الشمري: «الزراعة» مطالبة بالتحرك لإنقاذ الأشجار من الجفاف

شدد الناشط الزراعي عبيد الشمري على أهمية التحرك الجاد، من قبل الهيئة العامة للزراعة، لإنقاذ %90 من الأشجار والنباتات التي تعاني الجفاف بسبب نقص مياه الري.

وأضاف الشمري لـ القبس ان تعرض الأشجار للجفاف والموت، جاء بسبب انتهاء مناقصات هيئة الزراعة التي كانت محددة على شركتين؛ مبينا ان عدم وجود دورة مستندية سريعة أو إجراءات خاصة بتوفير الري للمزروعات سيزيد من حجم الكارثة.

وطالب الجمعيات ذات العلاقة والمجتمع المدني بالتحرك لوقف جميع مظاهر موت الأشجار، وتطبيق حلول عاجلة.

أكد الناشط البيئي عضو ومؤسس بنك البذور الكويتي، سعد الحيان، أهمية اختيار النباتات المستدامة للزراعات التجميلية والظلية وغيرها لتحقيق الفائدة العامة في البلاد. وأضاف الحيان لـ القبس، أن المشكلة تكمن الآن في ان ما يتم زرعه هو لنباتات واشجار غير ملائمة ولا مستدامة لبيئة البلاد، لافتا الى مجموعة من الأشجار التي تحقق الفائدة للبيئة في الكويت، ومنها السدر والطلح وما يماثلهما من نباتات برية. وأفاد بأن الاهتمام بالزراعة المستدامة يمكن أن يسهم في توفير المال العام بعد سنوات من الاهتمام بها، فهناك نباتات تهتم بنفسها بمجرد نموها بشكل سليم.