قصرا العناقر والربَض أسرار وأطلال تحتفظ بطابعه الأثري.. والمساجد تعكس الفن المعماري


المصدر : صباح اليوم - متابعات - الرياض
التاريخ: ٠٣:٣٣ م-١٧ سبتمبر-٢٠٢٣       211

إن ماضينا في الحقيقة يعتبر بذرة الحاضر والمستقبل على هذه الأرض الطيّبة التي نفتخر بالإنتماء إليها جميعاً، وأن هناك ضرورة مُلحّة تعنى بالتعرف على آثار الوطن المعطاء التي لها أهميتها التاريخية.

فالمباني القديمة أثر لمن بناها وشيّدها.. كالقصور والمساجد والقلاع والأبراج.. وأسرار وأطلال ثرمداء القديمة تحيطها من جميع جهاتها ويتخللها أبوابٌ لازال معظمها يحتفظ بطابعه الأثري القديم كباب الحوي وباب العرفجية وباب السفالة.

بينما أبوابٌ أخرى كباب الحويطة والشمال والمجرا تهدّمت واختفت معظم آثارها ومعالمها بسبب ظروف الزمن والاندثار والعوامل المناخية، وطالتها الأيدي العابثة التي لاتقدر قيمة تلك الكنوز وهذا الإرث التاريخي بثمن.

وكل هذا وذاك من طبيعته أن يجعل ثرمداء مدينة التاريخ لازالت تزخر وتحتفظ بآثار وبقايا رموز أجيالٍ سلفت من مبانٍ أظهرت لنا قِدَم هذه المدينة منها المساجد بمآذانها الشامخة التي تحمل الصبغة التاريخية وتعكس الطابع المعماري المميّز في ثرمداء القديمة.

ولعل الأعمال والحقائق هي وحدها التي تتكلم والآثار التاريخية تعتبر الصورة الحيّة الماثلة أمامنا لحياة سابقة العهد قصُرت أم بعُدت تصوّر لنا جوانب الحياة حضارياً أو سياسياً كشفت لنا العديد من المواقع التاريخية والأثرية التي تدل على قِدَمها وعراقتها وتروي أروع القصص عبر القصور التاريخية المختلفة وبالعديد من الآثار الوطنية والأبنية التي تحمل في طيّاتها بصمات القصور الغابرة منها منها قصر العناقر التاريخي في ثرمداء القديمة والذي بناه الأمير إبراهيم بن سليمان العنقري -رحمه الله- عام 1136هـ وأُعيد ترميمه وإظهار واجهته الأثرية القديمة على نفقة أمير منطقة عسير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود عام 1429هـ.

هذا بالإضافة إلى قصر الربَض الذي يُعَد من أشهر القصور وأقدمها تاريخياً و تهدّم أحد أسواره وتم بناؤه فوق أرضٍ مساحتها الإجمالية تزيد على ثلاثة آلاف متر 3000 م كما حضيت المساجد القديمة بثرمداء التي لازالت تعكس الفن المعماري المميّز منها المسجد المسمى بمسجد الزرقاء الذي أوقفه الإمام فيصل بن تركي -رحمه الله- وتم هدمه وإعادة بناؤه على نفقة الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- سنة 1375هـ وكان ضمن المساجد التاريخية في منطقة الرياض المشمولة بالتطوير ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان أيده الله لتطوير المساجد، كما يوجد في ثرمداء القديمة أيضاً مساجد أخرى تحمل الطابع التاريخي وتتباين أهمية ثرمداء الأثرية تبعاً لطبيعة موقعها وتاريخها منها مسجد البطحاء الذي بناه خالد بن فهّاد الجوفان عام 1377 هـــ وقام بمشاش جدرانه نشار بن عبدالعزيز النشار، ومسجد ركية عبدالله.