المصدر : تقرير  : ميسر البديوي : الجوف 
التاريخ: ٠٢:٠٤ م-١٢ يناير-٢٠٢٤       236

غالباً ما تكون الموائد مرتبطة بالعادات والتقاليد الخاصة بكل منطقة حسب الموروثات الشعبية والعادات التي استمرت على مر الأجيال والسنين، ولا تكاد تذكر منطقة الجوف الا ويقفز إلى الأذهان إحدى خصوصياتها المتأصلة في تاريخ ثقافتها الغذائية وهو ما يعرف ب (البكيلة) حتى أن أهالي المنطقة اصبحوا يعرفون بها على الرغم من ان المنطقة تمتلك من الانجازات الثقافية والتراثية والحضارية ما يتجاوز بكثير موضوع أكلة أو حلوى شعبية مثل البكيلة لكنها في كل الأحوال تبقى إحدى مفاخر المنطقة التي تنفرد بها لوجود المكون الاساسي بها "السمح "التي حول أهالي منطقة الجوف احتفاءهم بها إلى مهرجان واسع ' بمشاركة 20 مزارعا، نظير ندرتها واحتكار أرضهم لها، حيث لا تنبت إلا شمال السعودية لمناسبة التربة والأجواء.
ويتمسك أهالي منطقة الجوف ومحافظاتها وقراها بعاداتهم التي توارثوها من أسلافهم، خاصة فيما يتعلق بالمأكولات التراثية والشعبية
وبعد  إعلان هيئة فنون الطهي للأطباق المناطقية، اصبحت البكيلة طبقاً رسمياً لمنطقة الجوف وأحد اوجه التراث الثقافي ضمن مبادرة "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق" التي كشفت عنها هيئة فنون الطهي وهي طبق رئيسي في الضيافة بمنطقة الجوف، و تعد من أصناف الحلوى  وهي مكونة من مكنوز تمر حلوة الجوف وهي أرقى أنواع التمر ويضاف لها السمح الغني بالمعادن والفيتامينات والألياف وتعُجن بزيت الزيتون الأصلي او السمن وتقدم مع القهوة السعودية في مختلف المواسم، ويكثر الطلب عليها خلال فصل الشتاء لما لها من عناصر غذائية تمد الجسم بالطاقة والدفء.
ويقول الباحث في التاريخ الدكتور نايف بن علي سنيد الشراري البكيلة  أكلة أهل الجوف الشهيرة (باديةً وحاضرةً)، عُرفت منذ العصور القديمة، ذكرتها بعض المصادر التاريخية والجغرافية ضمن موروث منطقة الجوف خلال القرن الرابع الهجري، وهي مشتقة من السمح أو كما كان يعرف خلال تلك الفترة بـ (نبات الفث) الممزوج بالسمن والمعجون بحلوة الجوف الشهيرة.
و كعادتها، تنهمك الستينية "أم ممدوح الشمري" في مطبخ منزلها لإعداد وتحضير وجبة "البكيلة" الغذائية لأفراد أسرتها لما لها فوائد عدة، وقالت : انها تمد الجسم بالطاقة والنشاط والقدرة على تحمل عناء العمل والدفء.
وأضافت تعد وجبة "البكيلة" من الحلويات التراثية، التي اعتادت الأسر في منطقة الجوف على تناولها في أي وقت، لبساطة مكوناتها التي تعتمد على مادة التمر والسمح والسمن البلدي او الزيت ، وهناك من يفضل إضافة السمسم والمكسرات
 أو العسل او الطحينه ، وبحسب الرغبة 
ويؤكد أبو علي بائع في محلات التمور ، أن هذه الوجبة الغذائية من المأكولات المشبِعة التي يفضل تناولها في فصل الشتاء، كونها تعطي جسمه إحساسا بالدفء والنشاط. كما كانت تقدم في السهرات والجمعات  كإحدى أصناف الحلوى.
وذكرت أم ممدوح أن هذه الوجبة غذائية صحية للكبار والصغار مع تقليل مادة السمن، مشيرة إلى أن أكلة "البكيلة" تمد الجسم بالطاقة وتساعد على الإحساس بالدفء، إضافة إلى اعتماد الأمهات على "البكيلة" وجبة غذائية صحية للأطفال.

وعن طريقة إعداد وجبة "البكيلة" تقول ام محمد احدى سيدات الأسر المنتجة، ان البكيلة ( البتسيلة ) هي عبارة عن حلا شعبي تشتهر به منطقة الجوف والمكون الأساسي فيها هو نبتة السمح الصحراوية وهي تنبت في فصل الربيع من مياة الأمطار وهذه الأكلة مشهورة و نادرة  ولها فوائد عديدة ، اذ يضاف دقيق السمح بعد حمسه و طحنه الى مقدار يماثله من تمر حلوة الجوف بعد إزالة النوى ويضاف عليه السمن او زيت الزيتون ثم يعجنان مع بعضهما حتى يتمازجا تمازجاً كاملاً ، ثم تؤكل وهي على تلك الحال 
وتكون نبتة السمح على شكل سيقان خضراء، لا يزيد طولها من 10 إلى 15 سم، وبمجرد انتهاء الصيف وسقوط الأمطار عليها تزهر وتخرج منها حبوباً سوداء، يتم الاستفادة منها في طهي البكيلة
ولحبوب السمح قيمة غذائية جيدة فطحين السمح يحتوي على بروتين والعديد من العناصر المعدنية كالبوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والكالسيوم والمنغنيز الحديد الزنك النحاس ونظراً لغناه بهذة المواد فهو ذو قيمة غذائية عالية ومتوازنة .