المصدر : الشاعر / حمدان سالم العنزي
التاريخ: ١٢:٣٥ م-٠٥ فبراير-٢٠٢٤       115

وَدِّع عبوسَك و اسْعَدْ أيها الرّجُلُ
            أتى الربيعُ  وزاد القَطْرُ  والبَلَلُ
تنفّسَ الوردُ  طُهْرَ الصُّبْحِ  فانفردَتْ
         بالحُسْنِ  أودِيَةٌ قَدْ  مَسَّها الكَسَلُ
يا حَادِيَ الشِّعْرِ  عَبِّرْ  فالفَضَاءُ لَنا 
               دَعْنا نُجَرِّبُ  كَالأمْطَارِ  نَنْهَمِلُ
هَيَّا نُغَنِّي  فَفِي  رَعْدِ  السَّمَا زَجَلٌ
            والأرْضُ ريَّانةٌ  والبَرْقُ مُشْتَعِلُ
وَ صَيِّبُ الغيثِ أعْطَى الدَّارَ  قِسْمَتَها
            إذْ طَالَ بَيْنَهُمَا  الأحْضَانُ والقُبَلُ 
( وَادِي الأُبَيِّضِ) يَبْكِي هَائِماً فَرِحاً
                 كَأنّهُ لِلْبُكَا  يَدْعُوكَ يا ( تُبَلُ )!
لكِنَّ ( عَرْعَرَ ) وَادٍ  لا سُكُونَ لَهُ
        زَعِيْمُهُمْ  إنْ تَعَالَى القَوْلُ والجَدَلُ
إنْ يَجْرَح  الأرْضَ  لا صَوتاً يُعَاتِبُهُ 
           فالسَّيلُ مُنْتَظَرٌ  والجُرْحُ  يَنْدَمِلُ
فاضَ( الهِلَالِيْ )بِسُقْيَا الخَيْرِ واغْتَسَلَتُ
      أرْضُ الشَّمَال فَجُنَّ الشَّاعِرُ  الغَزِلُ !
لِعَرْعَرَ ؛ الشِّيْحُ  قَدْ أَهْدَىَ عَبَاءَتَهُ
      وَ(الدَّيْدَحَانُ )صَبَايا مَسَّها  الخَجَلُ 
رَبِيْعُ   رَبِّكَ  ؛ فَلْنَنْهَضْ لَهُ  أدَباً
  وَ المَرْءُ  فِي حَضْرَةِ  الإعْجازِ يَعْتَدِلُ  !
لا تَعْتَرِيْه  مَسَاحِيْقٌ  تُجَمِّلُهُ
         فَخِلْقَةُ الله لا يَجْتاحُها الخَلَلُ
 وَ حَوْلَ  رَفْحَاءَ  كَمْ  مِنْ جَنَّةٍ خُلِقَتْ 
  مِنَ( الخُزامَى) إلَى أنْ  يَسْطَعَ( النَّفَلُ)
يكادُ( صُفّارُها  ) أنْ يَسْتَوِيْ ذَهَباً  !
   وَ (القُحْوِيَانُ ) سَقَاهُ المُسْبِلُ الهَطِلُ
وَ اذْكُرْ : (طُرَيفَ ) لِيْزدَادَ اللَّسَانُ نَدَى
      أُخْتُ الرَّبِيْعِ   مَدَاها  أخْضَرٌ  خَضِلُ
فِيْها مِنَ النّبْتِ ما يُغْنيكَ عن بَدَلٍ
    مِنَ ( القُرَيْطا ) لِ (بَسْبَاسٍ )بِهِ الأمَلُ 
وَ في( العُوَيْقِيْلَةِ  ) الحَسْنَاءِ  أغنيةٌ 
   أنْشَدْتُ ( قَيْصُومَها )  و المُزْنُ تَبْتَهِلُ
تَلْقَى بِهَا مِنْ خِفَافِ العِيْسِ سَارِحَةً
        والضأنُ بَيْنَ كَثِيْفِ العُشْبِ يَحْتَفِلُ
وَ أُمُّ سَالِمَ  تَشْجُو   في  مرابِعِها 
         كَأنّ تَغْرِيْدَهَا أصْوَاتُ مَنْ رَحَلُوا !
وَ مَنْ تَسَاءَلُ هَلْ في الأرضِ مِنْ ( كَمَإٍ )
              لَهُ  أقولُ : تَأهَّبْ   أيَّها العَجِلُ !