الكتابة اليوم أمانة في زمن جدب تعيشه بعدما غابت معالمها لانها افتقدت الوعاء الذي يضم شتات كلماتها وأمانة دلالتها من صحف كانت تُقرأ ونجد صدى الكلمات ضوء مغري للحياة ومثري للعقل والفكر ، ومع تعدد وسائل التواصل اليوم واتساع دائرة مفهوم الإعلام اتسعت الفواصل وغابت علاقة الوصل بين القاريء والكتابة وحل علاقة وصل مرئي ومسموع وإن كان العقل منه موجوع لتجاوزه مهنية الإعلام وصدق القول وأمانة الطرح و كتابتي هنا شمالية الوجهة والتوجه حيث رحابة المكان وصدر الإنسان فتعيش شعور يثلج البصر ويبهج البصيرة والكتابة عن الشمال هي تبيان لرواية أصالة تتلى وحكاية بطولات تروى والشمال يعيد للقاريء عشقه في تتبع رزانة الخبر وأثر الكلمة من خلال صحيفة جاءت لتطفي ظمأ وترسم وهج جديد لصحافة الإلكترونية وهذ الوهج هو وهج العقول التي تدير ( صباح يومنا ) لتكون صباحات العمر وهج وتوهج ،و نحن بحاجة إلى العقل الذي يخلق توازن في ظل فوضى لا ترسم لمحة رضا عقول وعيت على شاشة موحدة ورؤية موحدة ، وتزامن العقل مع المنطق ، والإعلام له أثره ولكن ثورة الإعلام الجديد التي نعيشها اليوم خلقت فضاء ممتد ومعتد بمكوناته الجديدة ،و خلقت تغيرات مخجلة ومزلزلة لبعض القيم ، وتلك التغيرات المؤسفة جاءت من تلك العقول التي تدير تلك الوسائل الإعلاميةً ، رغم اتساع دائرتها وأدواتها إلا أنها خلقت تسطيح مؤثر في نسيج المجتمع وقيمه ، والسبب لا يكمن في الوسيلة الإعلامية ولكن في العقل الذي يديرها ، لنعيش في رحمة مؤثرين لهم نطاق واسع من الإنتشار الذي يعمق اتساع فجوة التسطيح للمجتمع لتتزايد المشاهد ويتوالد متابعين لمؤثرين مًتعبين لمن يبحث عن طرح متزن ورسالة هادفة ، لنعيش أزمة غياب الإعلامي الواعي وحضور ( مدعي الإعلام ) وإن كان إهتمامه إعلان إلا أنه شط عن المسار والمدار ومارس هوية الإعلامي ، لترتسم صورة ضبابية من هو الإعلامي الحقيقي ؟ ومع إنهيار سقف الإعلام التقليدي وإنبثاق الإعلام الجديد بأدواته التي جعلت الكل إعلامي هنا تشكلت أزمة الإعلام المؤثر إلى أين ؟ وأين هو ؟
أسئلة ظلت قائمة إلا أن جاءت وزارة الإعلام بثبات وبرؤية جديدة و أطرت المسألة ووضعت ضوابط مميزة ومشارط لمن يتجاوز في إعلانه أو في محتواه ، ومازلنا نحتاج حزم وعزم أكثر خاصة فيما نشاهده في ( بث ) مباشر جريء يسيء ولا يضيء ، العاقل منه بريء .
..
صباح اليوم مشرق
