المصدر : الدكتورة : إيمان حماد الحماد
التاريخ: ١٢:١٤ م-١٢ نوفمبر-٢٠٢٤       117

هو عالم من المتناقضات ، يحتوي الأرواح التائهة فيمنحها الحياة ، ويحييها بعد أن كانت رُفات ، ويجمع القلوب الحائرة فيغرس فيها الثبات ، 
وتشرق به الوجوه الذابلة ، فتزهر به الوجنات ، وتقوى به الأيادي الواهنة ، فتفعل به المعجزات ...
هو الطاقة التي لا ينضب مصدرها..
والبطاقة التي يطرب من أصدرها ..
بلباقة تبدأ ، وفي سياقها تسير ونسير معها ..

نطلبها ومن ثمَّ نهابها ..
نرغبها ، ويتعبنا اقترابها ..
فإن بَعُدَت ، مرضنا من غيابها..
هو الهواء الذي نتنفسه ، فإن تشَبَّعنا منه يبسنا..
والماء الذي نشربه ، فإن ارتوينا منه غرقنا ...
والكساء الذي نتدثر به ، فإن كسانا عَرِقنا ..
والغذاء الذي نقتات منه ، فإن أشبعنا ننسى ما فيه ذقنا ..
خيال يراود أحلامنا ، فإن غاب عنها أرقنا ..
رزق له نسعى ، فإن شعرنا بلذته من حلاوته شَرِقنا..

هو الحياة التي تشبه الموت حبا ..
وهو الشباب الذي يكسو الرأس شيبا ..
وهو اللقاء الذي يحتدُّ وإن كان غيبا ..
وهو الفطرة التي ما فيها عيبا ...
محكومة بالشرع ، لها بالدين  هيبة ..  
يقينها يزينها ، والشك قد يجعلها ريبا .. 
هو الوقار الذي يملؤنا طيشا ...
وهوالسحر الذي يجعل من الفرد جيشا...

له من الصفات الكثير ،  وكلها غريبة..
وفيها العديد من المفارقات العجيبة ..
فهو الأعمى الذي يجعلنا نرى الحياة رحيبة..
والبعيد الذي يجعل كل الأماني قريبة ..
والمجنون الذي يجعل العقول بالحب لبيبة ..
ويجعل الأرواح للأرواح بالقرب طبيبة ..
وهو البداية التي تنهينا ، إن كانت اللحظة كئيبة
والظنون التي تقتلنا ، إن كانت النظرة مريبة ..
لا نريده ، وإن حُرِمناه فهي أكبر مصيبة ..
ونتمناه ، فإن امتلكناه صارت اللمسة مهيبة ...
وقبضة الأيدي تحكي عن العين  الصبيبة ...
دمعها من فرحها .. ، بعد أن كانت صعيبة ..
أصبح يختال من سحر الجمال وطِيبه ..

 لحظة اللقاء تعادل أعواما ما كنت لها حسيبة ..
هي لحظة ، نرتعش فيها من شدة الأمن بعد أن شبعنا أرقا..
ومع شدة البرد ، نرانا نتصبب من لهيب الشوق عرقا ..
ومن شدة الفرح ، تنهال الدموع حتى نهاب غرقا ..
ومن سحرها ، وكأن الرمش مع نظرته لنا بَرَقا ...
ومن تأثيرها ، وكأن الحبيب للعقل سرقا ..
ومن حرارتها ، كأنه بنار الحب للقلب حرقا..
فهو المتهم البرئ ، والقاتل الذي للأحكام خرقا..
ولكل أبواب الروح وجنباتها في الوجد طرقا ...
فاستوطن الفؤاد ملكا ، والجوارح له أطرقا ..
له الأصوات أجمعت ، فأمرهم بينهم شورى ..
قلب وعقل وما ملكت ، بهم تكتمل الصورة ..
هذا هو الحب الفطري 
 بين الحقيقة والأسطورة ..

@bentalnoor2005

"بنت النور "

١٢:١٥ م-٣٠ نوفمبر-٢٠٢٤
١٢:٣٩ م-٢٦ نوفمبر-٢٠٢٤
١١:٤٣ ص-٢٣ نوفمبر-٢٠٢٤
٠٢:١١ م-١٦ نوفمبر-٢٠٢٤
١٢:٣٦ م-١٤ نوفمبر-٢٠٢٤