يقابلنا في الحياة الكثير من الشخصيات ، من مختلف الثقافات ، ومع اختلاف العادات ، وتفاوت القدرات ، حسب العلاقات ، والأهداف والغايات ، وبتأثير البيئات ، تتنوع المعطيات ، وتختلف تبعا لها المنتجات ، فهناك من نشك بأمرهم ، وهناك الثقات ، ومنهم من نسعد بهم ، ومنهم من كانت اللحظات معهم مزعجات ، والتعامل معهم فرضاً لمصلحة ، ولم يكن ضمن الاختيارات ، وبمجرد أن ننتهي منهم ننساهم ، ونكمل مع الباقي بكل ثبات ، فهم الأساس ، وهم الصحب ، وبهم تحلو الحياة ...
ومع كل هؤلاء يجب التعامل ، فلا ينفع تجنب ولا تخاذل ، ولا تهميش ولا تكاسل ، ولا تأجيل ولا تحامل ، كلٌ حسب حاجته ، يقوم بدوره ، بلا تفويض أو تبادل ...
وأحيانا نفقد السيطرة ، وأحيانا نجد القدرة على أن نجامل ...
ولكن مع كل ذلك الزخم بالعلاقات ، وتداخل المصالح التي تتحكم بها الضرورات ، وكثرة المفاجآت التي تتكون منها العقبات ، مما يجعلنا نرى الحياة مليئة بالمطبات ، والسير بها يُربِك الخطوات ، ويُسبب العثرات ، فلا السرعة أو التسرع سيفلح ، ففي ذاك تتوالد التهديدات ، ولا التباطؤ أو الوقوف سينجح ، ففي ذاك تتزايد التعقيدات ، ولا الرجوع أو اليأس سيُسْمح ، ففي ذاك تتباعد الأهداف والأمنيات ، وتصبح أقرب إلى المستحيلات ..
فلن نصل إن لم نَسِر ، ولن ننل إن لم نُصِّر ...
فكل هدف نجاحه محكوم بحجم خطواتك إليه ، وكل نجاح صيده محسوم بسهمٍ أطلقته من كنانتك عليه ، وكل حلم تحقيقه محتوم بقوةٍ ورغبة تسوقه إليك وتجذبه من راحتيه ..
والأشخاص من حولنا كالمحركات ، للطاقة مولدات ، ولحضورهم مذاق ونكهات ، حلو كالقهوة التي سكرها زيادة ، و مرٌّ كمثلها تأتيك سادة ، وما تعتدل به المزاجات حين تكون موزونة وتلك للبعض عادة ...
فمنهم من يعطيك من عزمه عزما ، ومن تشجيعه دعما ، ويرافقك عونه يوما فيوما ، مما يجعل الإخفاق وَهمَا ...
ومنهم من يتصنع ظُرفا ، ويملؤك خوفا ، ولا يفقه نحوا ولا صرفا ، كديكٍ والرأس عُرفا ..
ومنهم من لا ترجو خيره ، ولا تأمن شره ، وتخاف غدره ، فتظل منه حذرا ، تراه بالعين خطرا ...
فاختر صحبك كما تزن قهوتك ..
وعش معهم بسعادة ، فهم للحياة سكر زيادة ..
ومن يلازمك أذاه ، فاجعله خلفك وتعدّاه ، وحاذر ، فلا تُعِد معه الكرّة ، فإن غادر اكسر خلفه جرّة ، فبه الحياة مُرّة ، مثلها قهوتك سادة ..
اللهم زد وبارك من طباع البعض ، وللبعض في طباعهم نرجو الإبادة ، ولتبقَ أرواحهم ، ربما نطلب إعادة ، حيث للإصلاح دور ، إن بدت معه الإرادة ، كان بالعودة إفادة ، إن رمى الشخص عناده ...
وتلك هي خلاصتي يا سادة ...
من فعلها ؛ يستحق بنا السيادة ..
@bentalnoor2005
بنت النور