هي عدة أبواب ، يتردد عليها الأحبة والصحاب ، وقلّما عنها الغياب ، لفتحها نحسب ألف حساب ، قد نتيه وقد نُعاب ، وقد يخالجنا اكتئاب ، إن طغت عالقول ألفاظ السباب ، ذاك أمرٌ قد يؤدي للخراب ، أصداء صوتٍ كالغراب ، محدثاً فينا اضطراب ، مُشعِلا في الصدر نارا مثله عود الثقاب ، ومنه نوعٌ إن أتى باللطف طاب ، فهو لونٌ من عتاب ، إن تمادى الهجر أضحى مثله مثل العقاب ، بعضه أمسى عذاب ، أصعب الآلام في الجنبات جاب ، فالصدور غدت قِضاب ، والشعور كما الهضاب ، والحضور كما الغياب ، والنفوس شواغر ، أضحت ملامحها غضاب ، والقلوب سوافرٌ ، حضنهم كان الحجاب ، فغدا الفراغ بدون رؤيتهم ضباب ، موهما للعين منظرهم سراب ، محدثا في الصدر بركان العباب ، ساحةٌ للهجر أضحت مثل غاب ، نلقى بها عجب العجاب ، ليس من سبع وناب ، سائل ما من جواب ، خالط الخطأ الصواب ، مُضاعفاً حجم المُصاب ، قلباً قسى من ثم ذاب ، شبابه بالهجر شاب ، صار بالمنظر يُهاب ، من جفاف مشاعرٍ بتنا نُعاب ، حتى الضلوع غدت صِلاب ، كالقوس أو أدنى من القوسين قاب ، رمدٌ بالعين كالملأى تراب ، لمعة من دمعها هطل الشهاب ، والسواد يحفُّها مثل النقاب ، بلغ الحزن النصاب ، وانحنت منه الرقاب ، سالباً لُبَّ اللباب ، ذاك ظني حسنه بالصحب خاب ، والحياة بصوتها صارت صِخاب ، كل هذا من حديثٍ عابرٍ فاق العتاب ، ألم يئن لجرحكم فكُّ القطاب ، ألم يئن لصدركم فتح القصاب ؟؟
ألم يحنّ القلب للقلب المُصاب؟؟
ألن يَمُد الكف للكف الخضاب ؟؟
ألن يطب للنفس هجرٌ بعدما طال الغياب ؟؟
أما زال ذاك الثقب فيكم ؟؟ أما طاب ؟؟
أما آن سماءكم كي تصفو ، في قشع السحاب؟؟
هل يروق لصاحبٍ لما العتاب كما العقاب ، والعقاب ملون ، كل ألوان العذاب ..
ربما طال الخطاب ، ربما بالصحب ثاب ، ربما اتسع الرحاب ، كان ذنباً واتضح ، والقلب تاب ..
لن تُعاب ...
إن بدأت الصلح ، لا ، لا ، لن تعاب ، بل تُثاب ...
أغلقوا باب العتاب ، حطموا باب العقاب ، أوقفوا ذاك العذاب ...
فأنا بحاجتكم معي ، فهلمّوا يا صحاب ..
دعوا المشاكل في ذهاب ، واسلكوا خط الإياب ..
فلن يلام عزيزكم إن عاد في فعل الصواب ..
وأكثروا من دعوة في ظَهرِ غيبٍ ، فالدعاء به مُجاب ...
واذكروا ظلّ الإله وعرشه ، فَتَحتَه من كان في الله التحاب ..
@bentalnoor2005
بنت النور