المصدر : الدكتورة : إيمان حماد الحماد
التاريخ: ١٢:٠٠ م-١٩ ديسمبر-٢٠٢٤       141

وها هي بوصلة العالم تتجه نحو الثامن عشر من ديسمبر ، والكل فيه يتباهى بأنه يستطيع أن يقرأ ويكتب ويُعَبّر ، ولخلجات نفسه ، ومكنونات صدره ، قادرا أن يُفَسّر ، ولتباين الألفاظ ، وتنوع المفردات ، واختلاف الأساليب ، ليس مطالباً أن يُبَرِّر ، فهو ينهل من بحر اللغة العربية ، وليس لها في إمداده أن تُقَصِّر ، ففي أعماقها وما حوته من جواهر لا تُحصر ، لآلئ تُرضي كل قاصد ، ومع عاجز عن التعبير تحضر ، وكلنا بانتمائنا لها اليوم نفخر ، وكيف لنا أن نرد جميلها ، فهو الأمر الذي فيه نفكر  ...

وهاهو الابن البار هبّ اليوم مسارعاً ليبّر بأمِّه ، وقد شَمّر عن ساعديه وكمّه ، ليحتفل بها مع صحبه قبل أبناء عمّه ، وبات إنصافها اليوم أكبر همّه ، فحبها يسري بدمّه ، ولا مجال لنقده أو ذمّه ، فاشتد عزمُها بعزمه ، وصار يومها بالانتماء كيومه ، وأخرس الناقدين لها فخار الحاقد رغم خشمه ، وكانت بلاغتها مُنهِية للأمر بحسمه ، ومؤكدة على الفخر بوجوه أبنائها برسمه ، كالمحيط بيانها في الحجم نفسه ، لآلئٌ تشتاق غمسه ، داعية للغوص فيها ، فاسمها في البحر وسمه  ..

أما هي فقد أكرمت ابنها وضيفه ، ووجهت قوّتها لضعفه ، وأجادت برقّتها محو خوفه ، وضاعفت بالحرف لُطفه ، وأخضعته ببراعة رغم أنفه ، وأرضعته بلاغة القول وحرفه ، وأبعدته عن اللحن بصرفه ، فصار سهلاً مثل الماء رشفه ، وتابعاً في مثل عطفه ...
في البناء ثبات أصله ، واصلاً ، لسوء فصله ، معرباً في بعض ظرفه ، سائلا حكماً وكيفه ، مثبتاً للصعب نفيه ، ضبطها في النحو سيفه ، في جوازٍ بان لطفه ، والعليل تبيح حذفه ، لاعتلالٍ مسرعا للقاء حتفه ، ناقصاً إن جاز وصفه ، قد تَقَلّب بعضه أو بعض نصفه ...

انبهر بها الغرب فأنصفتها وصوفهم ، وافتخر بها العرب ، وعكستها نصوصهم ...
فقد احتوتهم بمختلف ظروفهم ...
وأمدّتهم بمعانٍ تعترف بطموحهم ...
وأعطتهم مبانٍ تليق بعنفوان جموحهم ...
فعكست صراحتهم مثل غموضهم ...
ورسمت سعادتهم قبل همومهم ...

فهي صرحٌ شامخٌ في عمقها كالكهف ، طوبها الحرف ، من الشفاه أو من الجوف ،  جَُملٌ صيغت بغَرف ،  بناؤها تابعٌ للظرف ، أساسها نحو وصرف ، رافدان لها وجرف ، قواعدٌ قامت بلُطف ، واستقامت مثل عُرف ، تمزج الجِدّ بظُرف ، في كل علم لها طرف ، ليس في الإتقان خوف ، لست بالساحات ضيف ، كلنا أبناؤها وبدون كيف ، حقيقة ليست بزيف ، بدونها تُضمر كهيف ، كساقطٍ من فوق خيف ،  
عار علينا هجرها ، فإن فعلنا فيا حيف ، هجرٌ أحال ربيعها في العين صيف ..
كن لها عوناً كردف ، داعما كتفا بكتف ...
فهي لغة المعجزات ...
غنيّة حتى الفُتات ...
وهيهات أن تلقى مثلها هيهات ...

@bentalnoor2005

بنت النور

٠٢:١٦ م-٢١ يناير-٢٠٢٥
١٢:٣٨ م-١٦ يناير-٢٠٢٥
٠٢:٢٩ م-٠٤ يناير-٢٠٢٥
١٢:٢٥ م-٣٠ ديسمبر-٢٠٢٤