الذي يكتب في السياسة : كاتب يحترق، أو يحرق نفسه..
والذي يكتب في الفن، عن الأفلام، وممثلات السينما، ونجوم الغناء، كاتب مسموع، يشاهد القليل ويجعل الناس يشاهدون الكثير، أو يتخيلون الأكثر.. والذي يكتب عن :الحوادث، والجرائم، والفضايح، فهو كاتب تتحول حروفه إلى بقعة الحبر المندلقة على ورقة النشاف!!
اما الذي يكتب في الأدب، والفكر، والشعر.. فهو كاتب تعيس!! إنه يطيل التحديق في الأشياء التي لا تُرى وإنما هي ملك الشعور، والناس يبحثون عن الملموس المرئيات وخاصة ونحن في عصر الصورة، والسناب وغيره بإعتبار ان القاريء في هذا العصر الفيسبوكي يشبه ورقة النشاف، لا تظهر عليه بوضوح إلا البقعة الكبيرة!!
إنه واقع الفكر الإنساني داخل هذه الكرة الأرضية:الإهتمام بالإنسان.. شئونه، وشجونه.. أحلامه، وطموحاته!
إنها مشكلة الرؤية، مابين الوضوح والضبابية، في زمن العدسات اللاصقة الملونة.. وعمى البصائر!!
حتى أحلام الإنسان لم يعد الكاتب يمتلك القدرة على تجسيدها أو تصويرها من خلال بناء فني، وعبر رواية او قصيدة جميلة وجارحة او قصة!!