المصدر : صباح اليوم - مكة المكرمة
التاريخ: ٠٢:٠٧ م-٠٧ مارس-٢٠٢٥       39

في ليلةٍ رمضانية امتزج فيها سحر الكلمة بنور الشهر الفضيل، اجتمع عشاق الشعر في أمسيةٍ شعريةٍ متميزة بعنوان "دار من الأشعار"، ضمن فعاليات موسم رمضان، بالتعاون مع مبادرة الشريك الأدبي في نسختها الرابعة. جاءت الأمسية امتدادًا للمسيرة الإبداعية للشاعر والإعلامي مكي آل سالم، الذي سبق أن قدم أمسية "للشعر وقفة"، ليواصل تألقه في المشهد الأدبي السعودي بإسهاماته الفريدة في إثراء الساحة الثقافية.

 

أقيمت الفعالية في روزنامة ضمن برنامج الشريك الأدبي، وتم التنسيق لها من قبل مشرفة ومشغلة برامج الشريك الأدبي في روزنامة، د. حسنة فطاني، التي كان لها دور بارز في تنظيم الأمسية وإخراجها بصورة تليق بمكانة الشعر ورسالته السامية.

 

استحضرت الأمسية جماليات الشعر العربي، حيث تمازجت القصائد بين الفصيح والنبطي، لتضيء فضاءات الإبداع بروحانية الشهر الكريم، في مشهد شعري يفيض بالمحبة والإخاء. وجاءت كلمات الشعراء المشاركين كنبعٍ صافٍ، يسقي الأرواح العطشى للمعنى العذب والبوح العميق، كما عبر الشاعر:

 

رمضانُ نورٌ في الدُّنا يتألّقُ

وبفيضِهِ الأرواحُ فيهِ تُحلّقُ

 

يا رحمةً هَطلتْ تُطهّرُ روحَنا

كالماءِ يُحيي الأرضَ حينَ تُحرّقُ

 

وفي أجواء امتزج فيها الصفاء الروحي بالوجدان، عزف الشعراء على أوتار الإحساس، مرددين:

 

رمضانُ يا نَبعَ السَّماحِ ومورِدَا

فيكَ الجمالُ تجلَّى وتَوَرَّدا

 

فيكَ العُيونُ تَطيبُ مِن دَمعِ الأسَى

والقلبُ يَنبِضُ بالإِخاءِ مُجَدَّدا

 

وتزامنًا مع اليوم العالمي للشعر، الذي أقرّته اليونسكو في 21 مارس، حملت الأمسية رسالةً ثقافيةً راقيةً، تؤكد على دور الشعر كأداة للتعبير عن المشاعر الإنسانية، وجسرٍ يعبر به الإبداع إلى قلوب الناس. وكانت هذه الأمسية بمثابة لقاءٍ وجداني بين الشعر والكلمة، حيث تجلت الروحانية والمعاني العميقة التي يحفل بها رمضان.

 

يعد الشاعر والإعلامي مكي آل سالم أحد الأسماء اللامعة في المشهد الأدبي، إذ تمتاز قصائده بجماليات اللغة وعمق الصورة الشعرية، مما جعله يحظى بمكانةٍ رفيعةٍ في الأوساط الثقافية المحلية والدولية. ومن خلال هذه الأمسية، واصل إبداعه في تقديم لوحات شعرية تنبض بالمشاعر وتخاطب الروح.

 

تواصل مبادرة الشريك الأدبي دورها في دعم الحركة الأدبية، من خلال تقديم فعاليات ثقافية ثرية، تسهم في تعزيز المشهد الإبداعي، وتمنح عشاق الشعر مساحةً للتعبير عن رؤاهم وأحاسيسهم.

 

لم تكن "دار من الأشعار" مجرد أمسية شعرية، بل كانت تجربةً فريدةً أضاءت ليالي رمضان بروح الكلمة، حيث ارتقت الأحاسيس على جناح الإبداع، في ليلةٍ زاهيةٍ بالحرف، مترعةٍ بالنقاء.

نلقاكُمُ في دربِ حُلمٍ قادمٍ

والشعرُ في أفُقِ اللقاءِ مُعانِقَا