المصدر : الدكتورة : إيمان حماد الحماد
التاريخ: ٠٣:٢٣ م-٢٩ مارس-٢٠٢٥       57

انتهى وقت البذر ، وحان وقت الحصاد ...
وها نحن حسب المعاد ...
نترقب السوق قبل توقفه عن التداول ...
فلم يعد هناك وقت لأي تكاسل ..
ولا مجال لتهاون أو تخاذل ..
فلا تضيعوا ما بقي في تفكير وتساؤل ..
أو تقتير على النفس من أجور ما زالت تحت التناول ...
بطريقة ليس فيها تدليس ولا تحايل ...

فقد أوشكت الطيور على أن تطير بأرزاقها ...
واقتربت الأجور على أن تؤول لطلاّبها ... 
وتطهرت الأنفس من الخبث الذي شابها...
وتخلصت الأرواح من الحقد الذي عابها ...
واجتمعت اليوم لتقرأ كتابها ...
فقد آن وقت حسابها ...
لتجني كل نفس ما نابها ...
وتحظى كل روح بما يليق بجنابها ..
فالله هو القاضي ، وهو أعلم ما بها ...

فاليوم ...
تجتمع الركائب ، وتعرض الرغائب ، وتمحى الشوائب ...
اليوم ...
ستحصى الغنائم ، وتعدّ الولائم ، ليفطر عليها كل صائم ...
ليست طعاما فقد اكتفى ...
ولا شرابا فقد ارتوى ...
ولا لباسا فقد اكتسى ..
ولا مالا فقد اغتنى ...

هي أرباح من نوع خاص لا يجنيه إلا العظماء..
غنائم لا تحتاج إلى حرّاس ، ولا يجرؤ أحد على المساس ...
باتت من حق الأتقياء ، من قضوا الشهر تعبدا ، في الليل ينهال الدعاء ، من صاموا النهار رغبة في رضاه ،  وتحملوا فيه العناء ، من أخرجوا مالهم بكل رضى لإخوة فقراء ، من تحدبت ظهورهم من الصلاة بلا اشتكاء ، من أشرقت وجوههم من الرضا زاد الضياء ، من أضمرت بطونهم تقشفاً زهداً تعاظم في الخفاء ...

كل غنيمة تعرف صاحبها ، فتأتيه ..
وكل حسنة عرفت من جناها ، ومهمتها اليوم أن تحميه ...
وكل أجر ضوعف لصاحبه أضعافا تليق بالهمّة التي بدت فيه ...

هو يوم العيد ...
والكل فيه سعيد ...
فقد نزل الخالق ليباهي بعباده ...
وتجلى بعظمته تحت سمائه وفوق بلاده ...
ليشرف بذاته على غلق مزاده ..
وتحميل جياده ...
بما وعدهم ، أتوه في ميعاده ...

وهاهي نسمات الرحمات تغشاهم ...
والسعادة بادية في محيّاهم ...
فيالهناءهم بالسعد الذي أتاهم ...
والرضى الذي كساهم ، والقبول الذي كفاهم ..
فالله سبحانه يراهم ..
وحقق وعده لمن باعوا له أنفسهم ، وهنيئا لهم إذ شراهم ...

فهم أهل العيد و رجاله ، سيسعدهم كما سعوا لإسعاده ...
آتوه يوم حصاده ...
كل شخص بعدته وعتاده...
حضر ليفرح بربحه مع أهله وأولاده ...
ناسيا للحقد ساعيا إخماده ...
مطمئنا ، لا شيء يقوى على إرعاده ...
محلقا في نعيمٍ مهيأٌ لاصطياده ...
شامخا كالجذع عند اشتداده ...
مسرعا كالسهم بعد ارتداده ..
سعيدا ، بحال لا يريد لهمّه إفساده ...
وكأن الحياة دبّت في الساكن من جماده ...
باحثا عن أجره ، وقد أوشك على إيجاده ...
راضيا ممن كان يجاهر بطاعته له وانقياده ...
مجبورا ممن ترك لأجله غروره قبل عناده ...
ومن تجافى النوم عن فرشه ، ووساده ..
فكل عام والكلُّ قد حظي بنيل مراده ..
ممن قضى شهره متفرغا لجهاده ...
والخير كل الخير باق في الصالح من عباده ..
لمن يواصل على العمل حتى يحين رقاده ...
فكل عام وأنتم من أسعد عباده ..
وكل عام وأنتم من عواده ...

@bentalnoor2005

بنت النور

٠٦:٠١ م-٣١ مارس-٢٠٢٥
٠٥:٥٩ م-٣١ مارس-٢٠٢٥
٠٤:٠٥ م-٣٠ مارس-٢٠٢٥
٠٤:٠٣ م-٣٠ مارس-٢٠٢٥
٠٦:١٢ م-٢٩ مارس-٢٠٢٥
٠٣:٢٣ م-٢٩ مارس-٢٠٢٥