
في قلب الجزيرة العربية، حيث كانت الرمال تحكي قصص الأجداد، تنبض المملكة العربية السعودية اليوم كواحدة من أعظم حكايات التطوير والتحول في العالم. سنوات قليلة، لكنها كانت كفيلة بأن تضع المملكة على خارطة الريادة في شتى المجالات، من الرياضة إلى السياحة، ومن الاستثمار إلى السياسة، في مشهد لا يتكرر إلا حين تكون الرؤية واضحة والطموح بلا سقف، فلم تعد الرياض مجرد عاصمة سياسية للمملكة، بل أصبحت منصة دولية تحتضن قمم المصالحة وإنهاء النزاعات، حيث يجتمع العالم ليصنع قراراته الاستراتيجية من قلب السعودية، في مشهد يعكس الثقل السياسي الذي باتت المملكة تمتلكه.
والدرعية لم تعد مجرد محافظة وادعة، بل كانت مهد التاريخ السعودي، واليوم تعود بهويتها الأصيلة لكن بمعايير عالمية، حيث يتجسد التراث السعودي العريق في مشاريع ضخمة تضعها على خارطة السياحة الثقافية العالمية. والقدية حيث كانت الرمال والصخور تمتد بلا حدود، تتحول الآن إلى مدينة ألعاب عالمية تستقطب المستثمرين من كل مكان، وعلى رأسهم عملاق الترفيه «سيكس فلاجز»، ليشهد العالم قريبًا افتتاحًا سيغير مفهوم السياحة والترفيه في المنطقة.
ولسنوات، والبحر الأحمر ظل فترة طويلة مجرد شريط ساحلي يمتد على طول المملكة، لم يستفد منه بالشكل الذي يليق بمكانته. اليوم، أصبح اليوم وجهة عالمية تنافس كبرى المقاصد السياحية، بمطار حديث ومنتجعات فاخرة، في نقلة جعلت منه لؤلؤة السياحة الجديدة. والعلا حيث كانت الأسرار التاريخية حبيسة الصخور، تحولت اليوم إلى متحف مفتوح يبهر الزوار من كل مكان.
مدينة ارتقت لتصبح واحدة من أهم الوجهات السياحية العالمية، حيث يمتزج الجمال الطبيعي بالإرث الإنساني العريق. وحين يتعلق الأمر بالإنسانية، فإن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقف شاهدًا على يد المملكة البيضاء التي تمتد لكل محتاج في كل بقع العالم، مداويًا الجروح، وباعثًا الأمل في حياة الملايين. وقبل سنوات، لم يكن أشد مشجعي نيوكاسل البريطاني تفاؤلًا يتخيل أن فريقهم الذي انتظر سبعة عقود لتحقيق بطولة، سيتحول مع انتقاله للمملكة إلى بطل متوج.
لكن في السعودية، حيث لا مكان للمستحيل، أصبح الحلم حقيقة، وكان أول الألقاب مجرد بداية لمجد جديد لهذا النادي بصبغته الاستثمارية السعودية، كل هذه التحولات لم تكن لتتحقق لولا الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والجهود الجبارة التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث وضعت الأسس القوية لمستقبل لا يعرف التردد، بل يؤمن بأن السعودية تستحق الريادة في كل شيء، فالمملكة اليوم ليست مجرد دولة، بل قصة إلهام تُروى للعالم أجمع، حيث يتحول الطموح إلى واقع، ويتحول المستحيل إلى إنجاز مكتمل.






