

زيارة وزير الخارجية للولايات المتحدة الأميركية واجتماعه بوزير الخارجية الأميركي وبمستشار الأمن القومي قبيل الزيارة الرسمية الخارجية الأولى للرئيس ترمب إلى المملكة، وهي الثانية له منذ العام 2017، تؤكد متانة العلاقات السعودية - الأميركية، فعلى مدى ثمانية عقود أثبتت علاقات المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة الأميركية أنها علاقات قوية وراسخة، ابتداءً من التنسيق الوثيق بشأن مكافحة الإرهاب والعمليات العسكرية، إلى التبادل الاقتصادي والاستثمار، وأقام البلدان علاقات قوية عبر جميع القطاعات الرئيسة، واليوم تتسع آفاق العلاقات العميقة بين البلدين بشكل كبير.
سمو ولي العهد أعلن في وقت سابق عن عزم المملكة توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية في الولايات المُتحدة خلال السنوات الأربع المُقبلة بـ600 مليار دولار، ما يؤكد على الرغبة المشتركة بين الدولتين لترسيخ علاقاتهما عبر القنوات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، ليس ذلك فحسب بل هناك مجالات أخرى تتمثل في الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والفضاء، فالتعاون السعودي - الأميركي لأكثر من ثمانية عقود دائماً متجدد، كونه يرتكز على قاعدة صلبة من الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة التي تصب في مصلحة البلدين وتحقق تطلعاتهما لترسيخها.
ورغم أن العلاقات بين الرياض وواشنطن مرت بمراحل عدة بين شد وجذب، إلا أن الأسس التي قامت عليها تلك العلاقات ومتانتها مكنتهما من تجاوز الخلافات التي طرأت عليها، وعادت أقوى مما كانت عليه، وهذا يعود للاحترام المتبادل والمصالح الحيوية المشتركة التي جمعتهما عبر كل تلك العقود الزمنية، ما مكنتهما من تجاوز أية أزمات طارئة، وأيضا بالتنسيق الدائم لضمان تحقيق مصالح البلدين على مختلف المواقف والصّعُد.
المملكة بمكانتها وثقلها الإقليمي والدولي تعتبر شريكاً موثوقاً تسعى كل دول العالم لتوثيق علاقاتها بها، وهذا أمر نعرفه جميعاً، وما التواصل المستمر مع قيادتنا -حفظها الله وسدد خطاها- من قادة العالم حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية السياسية والاقتصادية إلا تعبيراً واقعياً عن الثقة العالية التي تتمتع بها المملكة، وبقراراتها الحكيمة المتزنة التي دائماً ما تسعى لأن يكون العالم مكاناً آمناً مستقراً، تكون فيه التنمية والاستقرار الأساس للتعايش السلمي بين دول العالم.






