المصدر : العويقيلة - زاهي الخليوي 
التاريخ: ١٢:٠٥ م-٠٩ مايو-٢٠٢٣       139

  فضيلة الشيخ ‌العالم الجليل الورع الزاهد القاضي عثمان بن الشيخ عبد الله بن إبراهيم العبد الله إبراهيم الحسين آل معارك.

ولد رحمه الله في بريدة في رجب عام 1323 هـ  في بيت علم، فأبوه عالم عامل مُعلم في مدرسة فتربى على يد أبيه أحسن تربية وقرأ عليه القرآن وجوده وتعلم مبادئ العلوم وقواعد الخط والحساب حتى أجادهما وشرع في طلب العلم بهمةٍ عالية ونشاط ومثابرة فقرأ على علماء بُريدة والوافدين إليها ، ومن أبرز مشايخه: الشيخان عبد الله وعمر بن سليم وعبد العزيز بن إبراهيم العبادي وقرأ على غيرهم حتى عد من العلماء، وكان رحمه الله هادئ الطبع لين العريكة لا يمل حديثه، ذكي ذكاء مفرطًا، يحب الأدب والنوادر بحشمة وأدب ، وكان آية في التواضع .
ثم عُيِّن مرشدًا وإمامًا وخطيبًا لجامع عين ابن فهيد بالأسياح في القصيم مدة غير قصيرة، ثم انتقل إلى الرياض ولازم علمائه ودرس على الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ لطلب العلم، وصار إمامًا لمسجد الحنبلي بالرياض، ودرّس الطلبة فيه، وصار أمينًا لمكتبة الأمير مساعد بن عبد الرحمن آل سعود التي أسست عام 1364 هـ، وهي أول مكتبة عامة في مدينة الرياض .
         ثم اختاره سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مدرّسًا في إحدى مدارس الأحساء للعلوم الشرعية من عام 1366 - 1370 هـ 
          ثم عُيِّن قاضيًا بالمنطقة الشمالية في الدويد، ولينة ، والحايط والحويط وطريف .
وظل في قضاء طريف محبوبًا عادلًا في أقضيته نزيهًا مخلصًا في عمله ولا يزال له لسانُ ذكر عندهم ، حتى رغب الإحالة على التقاعد، وعاد من طريف إلى أهله في القصيم، وقد توفي رحمه الله عام 1391 هـ بعد مرض ألزمه الفراش عدة شهور 
         وقد ذكر الشيخ حسين بن محمد الشمري عن والده رحمه الله - وكان معه الشيخ عثمان في طريف - أن الشيخ كان أعمى ، وكان ذكائه يفوق غيره ، فذكر أنه جائته إمرأة وكان رأسها عليه دم وبيدها  خصلة من شعر رأسها فادعت أن زوجها ضربها وجرّها من شعرها حتى انقطع شعرها، فطلب الخصلة وأمرّها على خده، فإذا هو حاد مما يدل أنه الشعر قد قص ، ثم أمر بأن تغسل رأسها ، فغسل فلم يجدوا مكاناً للجروح، فعلم أنها كاذبة وأنها ادعت على زوجها ادعاء كاذباً لتتخلص منه ، 
         وذكر أنه اختلفت امرأة وصاحب دكان ، اشترت منه وأعطته عشرة ريالات ، فزعم أنها أعطته ريالا واحدا ، فشكت على صاحب الدكان عند القاضي عثمان، فسألها أين تضع فلوسها في البيت ؟ فقالت انها تضعها في صرة فيها أدوية شعبية، فطلب أن يؤتى بالدرج الذي في الدكان يوضع فيه المال، ووضع الدرج أمامه بما فيه من فلوس فجعل يشمّ الفلوس حتى وجد أحدها فيها رائحة الأدوية، فقال كم هذه ؟ قالوا عشرة ، فأعطاها إياها وحكم بينهما .
         وقد ذكر في فتاوى الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ برقية ارسلها الشيخ عثمان بن معارك إلى الشيخ محمد بن إبراهيم يعرض عليه قضية، فيها :
"إلى الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ ، الرياض
إذا حدث بالبعير الجذع همار عند المشتري وتلف فهل يكون من ضمان البائع الأول أو من ضمان المشتري. وأهل الخبرة بالإبل يقولون: إن سبب الهمار رضاع الحوار من المجمعة أفتنا مأجوراً.
قاضي ‌الدويد
عثمان المعارك
الرد: 
إلى ‌الدويد … الشيخ عثمان المعارك
 إذا ثبت شرعاً أن هذا القعود المهمور قد ارتضع من (المجمعة) وشهد أهل الخبرة أن سبب موته بالهمار الناشئ عن الرضاع المذكور فهو من ضمان البائع، وإلا فمن ضمان المشتري.
محمد بن إبراهيم "

رحم الله الشيخ عثمان ابن معارك وأسكنه فسيح جناته وجميع موتى المسلمين