الأستاذ منيف خضير الضوي

١٢:٠٨ م-٠٩ مايو-٢٠٢٣

المصدر : منيف الضوي
التاريخ: ١٢:٠٨ م-٠٩ مايو-٢٠٢٣       298

اضطرت الظروف (جورج) أن يركب حافلة النقل لأول مرة منذ زمن بعيد؛ حيث وجد أن إطار سيارته فارغاً من الهواء صبيحة يوم الدوام، وزوجته لا تستطيع إيصاله بسيارتها لارتباطها بايصال الأبناء لمدارسهم ولارتباطها بموعد عند طبيب الأسنان.
كان جورج ساخطاً من كل شيء ويرى أن الحياة تتآمر عليه، مزاجه كان سيئاً وتأخره عن اجتماع الشركة قد يفقده عمله، اقترحت عليه زوجته الذهاب عبر حافلة النقل، وحينما ركب الحافلة رقم(١١)، وجد سائقة الحافلة تنظر إليه وتبتسم وترحب به؛ فهي تعرف الركاب جميعهم، ولفت نظرها هذا الرجل الأنيق الذي لا يدل مظهره على أنه من روّاد حافلات النقل العامة.
استغرب جورج من السائقة جوي، كيف تبدو مبتهجة على الدوام وهي المُثقلة بالهموم، وأخبرته أنها تُحبُّ الحياة، وتُحبُّ الناس وتُحبُّ نفسها لذلك فهي سعيدة، وأكدت أن جميع ركاب الحافلة لديهم مبرراتهم ليكونوا غليظين متجهمين، ولكن هل نستسلم؟!
كانت (جوي) سعيدة عندما أخبرها جورج أنه سيركب معهم طوال عشرة أيام قادمة لحين إصلاح سيارته، وطلبت منه جوي أن يقرأ تلك اللوحة التي علَّقتَّها قرب المرآة، ولكنه لم يتمكن لأنه نسي نظارته ولا يمكنه أن يرى بوضوح؛ فأخبرته جوي أنها تُعلِّم الركاب هذه القواعد العشر التي علَّقتها على مرأى من الجميع.
نظرت إليه جوي وقالت:
لقد كانت مصادفة جميلة؛ لدينا عشرة أيام تستقلُّ بها حافلتي، ولدينا عشرة قواعد لرحلة حياتك.
هل أنت مستعد ياجورج؟
قال: نعم، وسط تصفيق الركاب الذين كانوا على علم بعرض جوي المجاني الذي تقدمه لكل راكبٍ جديد في هذه الحافلة التي ترعى الطاقة الإيجابية.
قالت له: لدينا خمس دقائق قبل الوصول إلى محطتك القادمة، سنبدأ:
القاعدة الأولى: أنت سائق حافلتك:
الحياة كالحافلة؛ إذا لم تتولَّ قيادة حافلتك فسيقودها الآخرون. 
القاعدة الثانية: الرغبة والرؤية والتركيز:
تستطيع توجيه حافلتك إلى الإتّجاه الصحيح وقتما تريد بشرط وجود الرغبة الأكيدة والرؤية المستقبلية الواضحة والتركيز على ماتريد.
القاعدة الثالثة: اشحن رحلتك بطاقة إيجابية:
حينما تعترض طريق رحلتك بعض الصعوبات؛ انظر فيها إلى ما تملك وليس إلى ما فقدت، حينما تقف أمام الإشارة الحمراء وتضجر من ذلك، تذَكَّر الذي يمشون على الأقدام وليس لديهم سيارات، وهكذا كن ممتنَّاً على الدوام للنعم التي منحك إياها الله.
القاعدة الرابعة: ادعُ الناس إلى حافلتك، وشاركهم رؤيتك:
لابد أن يشعر فريق عملك بطاقتك الإيجابية، عليهم أن يركبوا معك في حافلتك. 
القاعدة الخامسة: لا تُهدِر طاقتك على الذين لم يستَقلُّوا الحافلة معك:
الانشغال بهم يُبدد طاقتك التي يجب أن تصرفها لأولئك الذين ركبوا معك، هؤلاء السلبيون منتشرون في كل مكان.
القاعدة السادسة: لا لمصاصي الطاقة على هذه الحافلة:
يجب أن لا تدع السلبيين يفسدون عليك رحلتك، كن واضحاً وشجاعاً بشأن مصاصي الطاقة؛ فهم كمصاصي الدماء.
القاعدة السابعة: الحماس يجذب المزيد ويشحن الطاقة الإيجابية:
سينصم إليك الكثيرون ممن يرون هذه الطاقة الإيجابية التي يُسبِّبها الحماس، وسيشعر الناس بتوهجك الدائم ورغبتك في انضمام الآخرين إليك.
القاعدة الثامنة: أحبِبْ من يُسافرون معك:
الحماس أمرٌ مهم، ولكن الحب يفوقه أهمية، شارك فريقك الحب بعاطفة صادقة، أحب عملك وعملاءك، الناس ينجذبون لمن يشعرهم بالحب ويتفانون في خدمته.
القاعدة التاسعة: اجعل لقيادتك هدفاً:
كل عمل بلا هدف سيتوقف؛ وبالقدر الذي يجب أن يكون لك هدفك ورؤيتك الواضحة يجب أن يُشاركك الفريق في بناء وتحديد وصياغة الأهداف.
القاعدة العاشرة: احصل على المتعة واجعل رحلتك ممتعة:
الشيء المهم هو الكيفية التي نستمتع بها في رحلتنا في الحياة حتى نصل إلى محطتنا الأخيرة. اهتم بالتفاصيل الصغيرة واستمتع بها، ودع الصراعات التي لا معنى لها،.
الختام:
ذهب (جورج) إلى الورشة ليتسلَّم سيارته، كان يقول لنفسه:
قبل أسبوعين كنتُ أندب حظي، والآن أنا شخص آخر، وأخذ يفكر لو أن إطار سيارته لم يفرغ من الهواء لما قابل (جوي) إطلاقاً، لقد نجح مع فريقه في إنتاج إصدار شركته الأخير للمصابيح الكهربائية، ولقد تحسنت علاقته بزوجته، ونجح في عوده المياه بينهما لمجاريها.
إن الحياة اختبار، وكل تنوُّع أو اختلاف يساعدنا على أن ننمو ونتطور، ووجود الشخصيات السلبية في حياتنا يُعلمنا التحدي، كان عليه أن يتعلم من الماضي، ولايُركِّز إلا على الطريق الذي يمضي فيه، وهكذا نجح أحد رُكَّاب (حافلة الطاقة) وأهدى قصة نجاحة للمسافرين الجدد.

١١:٤١ م-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٥٨ ص-٠٧ اكتوبر-٢٠٢٤
٠٤:٥٤ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٤٠ ص-٣٠ سبتمبر-٢٠٢٤
٠٩:٤٩ م-١٥ سبتمبر-٢٠٢٤