المصدر : دلال السالم
التاريخ: ٠٤:٢٨ م-٢٦ مايو-٢٠٢٣       892

_ رسالتي  في هذه المقالة ومن هذا المنبر الإعلامي للأستاذة .طفلة البحيران والدة أنس (رحمه الله )  هي رسالة عزاء ، ولكن بأي ّ كلمة ٍسأعزيكِ بها لتهطل فتعالج جفاف روحك ،وأيّ حرفٍ سيجبر ُ كسرك ويمسحُ دمعك ،لقد شعرتُ في ذلك اليوم الطويل ببرد ِ أصابعك ، وبالجمر الذي يتكسرُ في فؤادك ،وإنّي على يقين بأنه لا التجسيد ولا التجريد بالكلمات سيعبر ُ عن ألمك ،وقد رحلت كلماتي الجديرةِ بالرثاء برحيل ِولدي صقر (رحمه الله ) .

_إنّ  الموت على الوجه المحمود حياة ،كما أنّ الموت على الوجه المذموم يعد موتاً ، فكثيرٌ من الأموات هم أحياء بذكرهم الخالد ودعوات ذويهم واستغفارهم لهم، وكثيرٌ من الأحياء هم في الحقيقة أموات بذنوبهم وسوء طباعهم، حين نفكر بعمق وندخل في دائرة التأمل ونذوبُ في أعماقِ أنفسِنا ندركُ يقيناً بأنّ هذه الحياة ليست لنا وكلنا إلى زوال إنما المسألة فقط هي مسألةُ وقت ،فكلنا لنا أدوارنا في الرحيل ،ولا شيء سيفوت ُبعد الموت سوى الحزن والكبد ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) إلا ذكر الله ،فالدنيا مطبوعةٌ على الكدرِ والابتلاء، والله لايقبض المؤمن إلا وهو في أحسنِ حالاته ولو كُشِفت لكم أسرارُ الغيب لرضيتم بالواقع .
_الله وحده فقط يعلمُ الآجال ويحددها، والموتُ قدر، والقدرُ يقع وإنما السبب فقط للمنطق(أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) (ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعةً ولا يستقدمون ) ،وإنّ الحياة مرحلة والهدف هو لقاء الله سبحانه و تعالى، فيعمل المرء بالمرحلة لتحقيق الهدف وموت الفجأة للمؤمن هو قفزة سريعة إن شاءالله لتحقيق الهدف ، فهو راحة للمؤمن من كبد الدنيا وأكدارها .
_في وقت المصائب يتجلّى الإيمان الحقيقي بالركن السادس من أركان الإيمان وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره ، وقد رأيت صبركم وأنتم أهلٌ لذلك فبيتكم هو  بيت العلم والدين نحسبكم كذلك ولانزكيكم على الله،نعم سيجبر الله قلوبكم وسيداوي جروحكم ،(إن مع العسر يسرا)، وسيطلّ عليكم صباحٌ صافٍ وكأنه لم يخرج من ليلةٍ بالغةِ السّواد، فالسعادة والألم هما جناحا الحياة اللذان يحلق بهما الانسان فلا يكاد يرتفع بأحداهما حتى يهبط به الآخر ، فما أجمل أن تدركوا أنه بعد كل هبوط سيكون هناك صعوداً جديداً ! تماماً مثل الكرة كلما كان ارتطامها بالأرض قوياً صار صعودها سريعاً جداً ،ولكن المسألة فقط مسألة وقت ،تحتاج إلى صبر ورضا ويقين ، أما عن أنس فكما رفع الله ذكره في الدنيا فنسأل الله أن يرفع ذكره في الآخره وأن يكون من شباب الجنة ،الجنة التي لاوجه للمقارنة بين نعيمها الأبدي الذي لايحولُ ولايزولْ وبين هذه الحياة القصيرةِ الفانية والتي ستمرّ مثل مر ّ السّحاب ،وأسأل الله أن تكونوا ممن يُقال لهم ( وجزاهم بما صبروا جنةً وحريرا )وأن تكونوا من أهل الآية ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )فالأجر لايحصره حاصر كما قال عطاء :بما لايهتدي إليه عقل ولا وصف وقال قائل : أجرهم الجنة وأرزاقهم فيها بغير حساب .
_ أ. طفلة نصيحتي لكِ أن تغرقي في العمل ولاتتركي مجالاً للحزن ليقيدك ،أما عن شهقة الذكريات فهي خالدة وعالقة بداخلنا وبمجرد المرور بأطلالها نشعر بالألم ولكن نستضيء بنور الرّحمن الذي يمنحُنا الرّضا واليقين بأنّ الموت هو من سنن الله الغلابة ،وهو مرحلة من مراحل الانعتاق من متاعب الدنيا وشرورِها.

١١:٤١ م-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٥٨ ص-٠٧ اكتوبر-٢٠٢٤
٠٤:٥٤ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٤٠ ص-٣٠ سبتمبر-٢٠٢٤
٠٩:٤٩ م-١٥ سبتمبر-٢٠٢٤