المصدر : تقرير : ميسر البديوي - سكاكا 
التاريخ: ١١:٣٥ ص-٢٩ مايو-٢٠٢٣       208

تُعد صناعة السمن البلدي من أشهر الصناعات الأسرية التي لم تتخل عنها المرأة الشمالية ، سواء كاستخدام شخصي، أو لغرض التجارة من خلال بيعه في الأسواق أو توزيعه على المحلات أو في المناسبات وجنت منه مبالغ مالية كافية.

كما يحتل السمن في قائمة موائد الضيافة لدى اهل الشمال مكانة تعكس مدى اهتمام المضيف بالضيف، ويتميز السمن البلدي بطعمه الزكي، ولونه الذهبي، إذ تتوافر في اركان مهرجان السمن الدولي في مدينة عرعر انواع من السمن البلدي الاصلي الذي يتم تصنيعه من الاغنام والابقار

وأوضحت البائعة أم ممدوح ، أن نساء البادية يأتين بالسمن أو ما يعرف بــ "العكة " التي تصنع عادة من جلد الأغنام حيث تقوم النسوة بدبغه، وربط أسفله على شكل صرة محشوة بالقماش وتسمى "خمرة"، فيما يستفاد من مكان الأيدي في الجلد لربط العكة من الأعلى، ويقمن خلال صناعتها بوضع الدبس فيها وفركه بداخلها وتعريضها للشمس حتى تتشبع بالدبس، ومن ثم يقومون بحقن السمن بداخلها حيث يأخذ نكهة الدبس

وأكدت أن العكك تختلف في أحجامها بحسب حجم جلد الذبيحة،مشيرة إلى أن طعم السمن له رائحة زكية خاصة بسبب الجلد والدبس، وتحتفظ بالسمن بحالته الطبيعية فترة أطول من الأواني الأخرى في حال كان التخزين خارج الثلاجة.

وعن طريقة صناعة السمن قالت البائعة أم مازن : إن الصناعة تتلخص في إحضار كمية الزبد التي تم جمعها من اللبن، ومن ثم تقوم بطبخه في قدر يستغرق فترة الساعة والنصف، وتقوم بتحريكه باستمرار، ومن ثم تضيف له بعض التمر لتحسين طعمه، وللمساعدة في عدم تعرضه للحزر أطول فترة ممكنة.

وأضافت: عندما يستوي الزبد يضاف له الكمون لتحسين رائحته، او قليل من الحلبة او يترك السمن كما هو باللون الاصفر وهو الاكثر طلبا كذلك السمن الاخضر المضاف له الاعشاب .

وقالت البائعة بنت البادية، إن أسعار السمن تختلف باختلاف مصدر إنتاج السمن، مبينة أن سعر كيلو السمن لديها يصل إلى 150 ريالًا وهن النساء المعروفات والمشهورات بإنتاج الحليب المستخدم في السمن الذي تبيعه من الأغنام التي تمتلكها، وقد يصل السعر إلى 50 ريالاً لمن دخلت السوق حديثاً أو ما يعرف منتجها بأنه من الزبد المستورد.

وأشارت إلى أن كثير من النساء أضفن بعض الألوان للسمن كمحسنات، وهذا لا يفضله المشتري، مؤكدة أن الغش في بيع السمن غير موجود في السوق لأن النسوة يبحثن عن الرزق الحلال، وقد عُرفن بين المتسوقين بأمانتهن وحرصهن على توضيح كل صغيرة وكبيرة عن منتجاتهن.

ويحظى مهرجان السمن بإشراف سمو أمير منطقة الحدود الشمالية فيصل بن خالد ومتابعته للأنشطة، وتعد منطقة الحدود الشمالية من أبرز المناطق التي اشتهرت بصناعة السمن الذي يعد أحد منتجات الثروة الحيوانية ، وينتج بكميات كبيرة على مدار السنة.  والذي سيحقق نقله نوعية للمنطقه واستدامة اقتصادية للأعوام القادمة باذن الله ومؤشر يهدف الى عودة المربين إلى اقتناء الماشية وزيادة الانتاج للسمن لسد الاحتياج وكثرة الاقبال على هذا المنتج .