الأستاذ ابراهيم الوافي

١١:٠٨ ص-١٠ يونيو-٢٠٢٣

المصدر : صحيفة الرياض ـ ابراهيم الوافي
التاريخ: ١١:٠٨ ص-١٠ يونيو-٢٠٢٣       155

ذاتَ حبّ مضى..

قطّرت عيني الضوءَ.. كان السريرُ بعيدًا..

والنوم والصحو طفلان فوق الوسادةِ

تجمعهما لعبة واحدة..!


الحب وحده حالة اندغامٍ مع الآخر بهدف مشاركته الوجود ومشاطرته العمر المسافر بين تجاويف الأحداث ومنحنياتها، هو حالة مأهولة بالشجن.. أوجاعه غناء، وانكساراته خلود، أسماؤه ما تشاء القلوب وما تصرّف الأحداث، يوصف بالعذاب حينما يتحول المحب من خلاله إلى فراشة تقبل على النار راغبة في الاحتراق.. ويقال عنه الوجع اللذيذ الذي يتمناه الآخرون.. بدايته النهاية، ونهايته البداية.. فهو يسكن النظر في العين.. ثم يستعمر المسافة بين النظرة وتفاعلاتها، والقلب ورجفاته.. 

الحب حالة ذهول مخمورة، أو حتى حالة سكر وجداني يغيب معها العقل وينحسر التفكير وتتجمل له المواقف، أوله الضحك في النظرة، وآخره انزلاقة مع دمعة فراقٍ على خدّ لا يتصحّر كلما كان صاحبه عاشقًا، وهو كذلك الكلام في الشفاة حين لا تنطق إلا بما نحب أن نسمع، هو آية الرضا وغاية الاقتناع، نقطة التقاء الإحساس بالوجود، حيث الذاكرة في العطر.. حينما تكون رائحة الحبّ فوّاحة الحنين، وظلال الأماكن حيثما تكون الظلال أثر بلا أماكن، منذ فجر الإنسان والحب هو الشجن في القصائد حينما اخترناه استهلالاً لقصائدنا الأولى، وجعلناه فاتحة شهية لسمرنا بها.. لا أعرف شاعراً في الوجود لم يكتب عن الحب يوماً بل إن الحب ذاته هو أول محرضات الشعر وأولى رغبات التعبير.


أوّلُ الحب رائحة مسكرة

أوسط الحب ذاكرة مقمرة

آخر الحبِّ..

صوت العصافير في سدرةٍ ظلّلت مقبرة..!


أتساءل طويلاً.. طويلاً.. ماذا لو لم يكن غير الحب.. هل سيكون في معجم حياتنا حينها مفردات للكرْه، وهل سنحتاج دائماً لوضع قوانين ترفع الظلم عن المظلومين، والأسى عن المغلوبين، وهل سيكتنز تاريخ الإنسان على الأرض بأنباء الحروب ومصارع الفرسان.؟

إنّه الحب.. شريعة الطيبين في الأرض.. أوَّله السلام وآخره الرضا، أكثر من الزمن وأقدر من الفناء، إنّه العمر الحقيقي النبيل الذي لا ينتهي، حينما تؤرخ الأرواح بأنبائها.. لا بأسمائها..!


قالَ لي ممكنةْ

قلتُ يا سيدي.. نجمة نستدلّ بها الشعرَ والحزنَ

والأزمنةْ..

قال لي.. ممكنةْ

قلتُ يا قلبُ بيني وبينك ذعر الفراشاتِ

من رقصة السوسنةْ..!

قالَ لي م م ك ن ةْ..!

قلتُ يا قلبُ.. بيني وبينكَ

يتْمُ القصائدِ

عطرُ المعاطفِ

وامرأة إنْ مشت يتطوّسُ فيها المكانُ

وإنْ وقفتْ.. رقصت أحْصنةْ..!

١١:٤١ م-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٥٨ ص-٠٧ اكتوبر-٢٠٢٤
٠٤:٥٤ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٤٠ ص-٣٠ سبتمبر-٢٠٢٤
٠٩:٤٩ م-١٥ سبتمبر-٢٠٢٤