لم تكن أهداف رؤية 2030 التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في صيف العام 2016 تستهدف النهوض بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية للمواطن فحسب، وإنما شملت أيضاً خططاً وبرامج، الهدف منها الارتقاء بالقوة الناعمة للمملكة، واستثمار الإمكانات والمزايا النسبية للبلاد، لتعزيز هذا الارتقاء والوصول به إلى أبعد نقطة ممكنة من التقدم والتميز.

ويوماً بعد آخر حققت المملكة جزءاً كبيراً من مستهدفات قوتها الناعمة في العديد من المجالات الفنية والثقافية والرياضية، وبالأمس خطت البلاد خطوة مهمة في هذا المسار عبر مشاركة ولي العهد - حفظه الله - في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة معرض "إكسبو 2030" في باريس، وإظهار ما توليه قيادة المملكة من اهتمام ودعم ومتابعة، لاستضافة المملكة لهذا الحدث العالمي.

الاهتمام الشخصي لسمو ولي العهد باستضافة معرض "إكسبو 2030" يُعد امتداداً لاهتمام سموه برؤية 2030، إذ أن إقامة المعرض في الرياض سيكون بمثابة فرصة من ذهب، تستطيع من خلالها المملكة عرض تجربتها في تحقيق تحول وطني غير مسبوق، أمام دول وشعوب العالم، وهي تجربة تستحق تسليط الضوء عليها، واستيفاء الدروس المجانية منها، خاصة أن هذه التجربة أثبتت نجاحها وجدواها على أرض الواقع، وحققت الكثير من النجاحات الملهمة.

ولعل حضور سمو ولي العهد حفل الاستقبال فيه دلالة قوية بأن قيادة المملكة الرشيدة تقف بكل ثقلها خلف المشروعات والبرامج الاستراتيجية، التي تظهر الوجه العلمي والتقني للمملكة أمام العالم، فضلاً عن أن هذا الحضور في حد ذاته، يعزز من فرص المملكة بالفوز بأصوات الدول الأخرى، لما لسمو ولي العهد من مكانة مرموقة، وتقدير عالمي، كما أن لقاء ولي العهد مع الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض خلال حفل الاستقبال كان بمثابة فرصة أخرى لمناقشة المستجدات حيال ترشح المملكة، وتقديم أي دعم مطلوب لإنجاحه.

وعندما تخطط المملكة لاستضافة معرض بحجم "إكسبو"، فهي قادرة على التميز النوعي فيه، والإضافة لتاريخ هذا المعرض، بعيداً عن التقليد أو المحاكاة، وبالتالي سيكون المعرض بداية عهد جديد عنوانه "الابتكار والإبداع"، وهو ما تخطط له البلاد في قادم السنوات، من أجل إيجاد جيل من المبدعين السعوديين القادرين على النهوض بالمملكة في مجالات بعينها، وهذا الحلم ليس ببعيد عن المملكة.