المصدر : صحيفة الرياض - عبدالله الحسني
التاريخ: ١٠:١٧ ص-٢٢ يونيو-٢٠٢٣       129

ليس من المبالغة ولا التزيّد ولا التضخيم أن يتم التأكيد على أن المملكة العربية السعودية هي المنطقة الأكثر حراكاً، وحضوراً، وإنتاجاً، وانطلاقاً لمشروعات عملاقة، وتبنّي مبادرات عظيمة، وتحقيقاً لإنجازات ومنجزات تاريخية ومذهلة، أما على الصعيد القيادي والحسّ المبادراتي الدولي فهي من النصاعة والسطوع ما يغني عن الحديث.

من هنا فلا غرابة أن ينظر لها العالم بهذا الانبهار، وأن يعدّها ورشة عمل كبرى صاخبة بالعمل، ضاجّة بالحيوية، مُبهرة بالحضور وعمق التأثير.

ولكن مع كلّ هذا الحضور والحراك والقفزات الحضارية التاريخية في شتى الحقول؛ فإنه -مع الأسف- لا يعكس حضورنا إعلامياً من حيث التأثير والعطاء والإنجاز، فما زالت الصورة الذهنية أقل بكثير، بل إنها أشد بهوتاً وقتامة مما تعيشه سعوديتنا الكبرى، ومن المهم أن يتم تسليط الضوء على كل هذه المنجزات وحالة الأمن والأمان والقيادة الحكيمة الحصيفة التي تأتي كأهمّ الملامح لمسيرة بلادنا، وإن حاول تشويهها الحاقدون الشانئون الذين يعانون من عطالة فكرية، وعاطلون عن أي عمل، ممن يسعون بغباء أو مدفوعين بشعور بالنقص أمام نهضة بلادنا، أو ثلة مرتزقة لا قيمة لها تمارس الجعجعة بلا طحن أو تأثير.

أدوار تاريخية تقدمها بلادنا على مدار العام، من مناسبات كبرى كشعيرة الحج والعمرة، والسياحة، واحتضان لمناسبات سياسية، وكذلك قمم عالمية كبرى، ورعاية مناسبات دولية مفصلية تقودها بلادنا بحصافة وبراعة قيادة التي هي حديث العالم بأسره؛ ومع ذلك فالعطاء الإعلامي دون المأمول.

ومع أن القضية أوسع من تناول سريع كهذا؛ إلا أن وضع اليد على مكمن الخلل هو بداية الحل. الآن نعيش عصراً ذهبيّاً لا مكان فيه لمتقاعس أو كسول؛ فقد جاءت رؤية 2030 المذهلة لتختزل المسافات والجهد، وجنّدت باقتدار كل الطاقات والقدرات والمُمكّنات والعقول لتضع بلادنا في مكانها الخليق بها وبمكانتها الروحية والاقتصادية والثقافية والسياحية.

لقد بات نقل الصورة الحقيقية والواقعية عن وطننا أمراً محتوماً؛ ولا عذر ولا مُسوّغ وليس مقبولاً أن نظهر بأقلّ مما نستحق، من هنا تأتي مبادرة وزارة الإعلام الجديدة «واحة الإعلام»، في نسختها الثانية بالتزامن مع انعقاد ندوة الحج السنوية الكبرى، منسجمة مع هذا التوجه، ومع استشعار ضرورة معالجة أي قصور. وتتراحب مساحة الأمل في هذه المبادرة كونها تندرج في إطار سعي الوزارة لتطوير مفهوم التغطية الإعلامية، وتوظيف التقنية في زيادة الإبداع والابتكار في تغطية الأحداث الوطنية والمناسبات الكبرى للمملكة.

ولا شك أن الوزارة -باحترافيتها وما تشهده الآن من حراك- تسعى لأن تقدم خدمات إعلامية متطورة للإعلاميين والزوار ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، بحيث تمكنهم من الاطلاع على جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، وتبرز إنجازاتها الكبرى في توسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة.

والمؤمل أن تكون واحة الإعلام بالفعل نافذة حديثة بمفهوم عصري متطور، يسهم في تقديم النهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها المملكة للعالم، من خلال 50 وسيلة إعلامية محلية وعربية وإسلامية وعالمية تستضيفها الواحة، وما يزيد على 200 صحفي وإعلامي محلي ودولي.

لدى المملكة مشروعات وطنية ونوعية وإنجازات تنموية مضيئة خليق بها أن تُبرز أمام وفود الدول التي ستقدم لبلادنا بمختلف مواقعهم.

وكلنا ثقة بأن ترسم جهود مؤسساتنا الوطنية والجهات الحكومية في خدمة وفود الرحمن أمام العالم من خلال ملحمة سعودية تتضافر فيها الجهود، وتتعانق فيها الأفكار، ويمارس الإبداع رسالته في الوصول والمشاهدة والإيناس والإمتاع.

١١:٥٧ ص-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١٢:٥٣ م-٠٩ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:١٣ ص-٠٦ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٠٤ ص-٠٣ اكتوبر-٢٠٢٤
٠١:٣٢ م-٢٩ سبتمبر-٢٠٢٤
١٠:٥٩ ص-٢٨ سبتمبر-٢٠٢٤