ليس من الضروري أن نبوح بكلِّ شيء أو ننوح لفقدان أيِّ شيء أو نتندم على صنائعِ معروفٍ قدمناها إن أردنا من الله أن يقينا مصارع السوء ،وليس من الضروري أن نتذمر أو نسخط أو نجبن أو نذل أو نبخل حين ينتظرنا البعض كغيثٍ لصحراء حاجاتهم ،رغم ما بدر منهم حين قدمنا وقدمنا وقدمنا ليس من أجلِ يُقَالُ ولا من أجلِ شهرةٍ أو من أجلِ هبةٍ منهم أو منحةٍ أو ما شابه ذلك،قدمنا ما بوسعنا لأجلِ نتمتع بلذةِ العطاءِ فاللذةُ الحقيقةُ لذَّةُ العطاءِ لا لذَّةُ الأخذ،اللذةُ الحقيقيةُ عندما تكسي عاري ، تطعم جائع ،تسقي ضامىء، تأوي مشرد،تمسح دمعة يتيم،تجبر كسر قلب من كسره الزمن بتقلبات أهلِهِ وناسِهْ،اللذةُ الحقيقةُ حين تنام وقد عفوت وغفرت وسامحت كلَّ من طعنك أساء لك تطاول عليك حرضّ جار ظلم تكبر تَجَبَّر بهدفِ رضاء ملك الملوك ،اللذةُ الحقيقةُ حين تستشعر معية الله لك في حلِّكَ وترحالِك لا خوف عليك ولا فزع ولا جزع ما دام ربك رفيقك وحسيبك،اللذةُ الحقيقةُ حين تفرح لفرحِ الناس وتحزن لحزنهم ،اللذةُ الحقيقيةُ حين تظل روحك نقية تقية وقلبك أبيض وسريرتك بيضاء ونيتك الخير لكل من عرفت ومن لا تعرف،اللذةُ الحقيقية أن تظل إنسان بحجم وطن كرماً وشهامةً ونبلاً ووفاء.
