الأستاذ ثاني الضرع

١١:٢٤ ص-١٥ أغسطس-٢٠٢٣

المصدر : ثاني الضرع
التاريخ: ١١:٢٤ ص-١٥ أغسطس-٢٠٢٣       213

بداية اود ان اقول ان هذا الموضوع متشعب  وعميق وكبير وله فرسانه الذين أفنوا سنوات عديدة من أعمارهم في هذا الميدان واجتهدوا طائعين محبين يحدوهم ماحباهم الله من موهبه وسعة إطلاع وحب كبير لتقديم خلاصة تجاربهم لمنفعة البشرية والإنسان ، اصحاب عقول عظيمه وموسوعية ونباهة وهمم عاليه وحب للبحث العميق والذي لايخلوا من التجرد أحياناً والميل أحياناً أخرى ولأنني لست باحثاً متعمقاً أو مهتماً ولست دارساً للتاريخ ولكن من خلال الهواية وشغف المطالعة فقط تبين لي من خلال القراءات الحره الغير متخصصة من عدة مصادر ونتيجة انطباعات شخصية أحببت ان اقول أن لاتجزم جزماً قاطعاً بما تقرأه وتسمعه من احداث تاريخيه عبرت التاريخ القديم وحتى الحديث ووصلت لنا بصورتها الحاليه بل يشوبها النقص بوجه من الوجوه  وتحتاج الى البحث والتدقيق وترجيح الأقرب الى الحقيقة من خلال الفترة التاريخيه التي حدثت فيها ، والتاريخ يقرأ للمتعه والعظه والعبره ومعرفة احوال الامم والشعوب التي سبقتنا ولو لحدها الادنى من المصداقيه ، ان التاريخ ليس اجترار مساحة الماضي وذكر احداثه التاريخيه المتعاقبه وتدوين كميه كبيره من الأحداث على مر العصور في اماكن متفرقه من العالم لعوالم وأمم سبقتنا في الظهور وكان الصراع الاقتصادي والديني والهيمنه  هي محركة تلك الصراع الذي  لايجب ان ننظر له من هذه الزاوية رغم أهميتها ووضوح هدفها وجعلها هي السمة الغالبه لمحركات الحروب والنزاعات بدون هدف بل ان التاريخ هو وعينا بما كان وادراك بماجرى من حوادث وعبر ولأن التاريخ يشتمل على طبيعة ثلاثية كما قال بعضهم حيث إن التاريخ له طبيعية ثلاثية فهو علم وادب وفلسفة وان التاريخ علم لأنه ينتهج المنهج العلمي وهذا له شأن آخر،  وادب لأنه يقدم بضاعته بلغة واسلوب جميل ولأنه فلسفة لأنه يحلل ويفسر الاحداث ويستخرج منها السنن والقوانين والاحكام .

معظم التاريخ ظن و بقيته من إملاء الهوى"، قول للفيلسوف "ويل ديورانت" أثبت الايام بأنه کلام منطقي ولايخلو من الصحة ، فالتاريخ دائماً يكتبه المنتصر ويفرض شروطه ورؤيته وكثير من المصادر التاريخيه والمدونات التي وصلتنا هي نتيجة قناعات وولاءات وتحالف ونفاق تلك المؤرخين في تلك الحقب المتعاقبه مع الكيانات التي كانت مهيمنه ولها اليد الطولى في السياده والحكم ونظرتهم الى الأمور والاحداث من جانبهم الثقافي والديني والسياسي مع فرض مايريدونه ومحاولة اثباته بكل الطرق .
قال الشاعر معروف الرصافي أحد اكبر الرموز الشعريه  في العصر الحديث:
 إذا شطَّ جيلٌ خط من جاء بعده ،،،أكاذيب عنه بالثناء تُزوَّقُ 
فما كتب التاريخ في كل ما روَت ،،، لقرَّائها إلا حديثٌ ملفَّقُ 
نظرنا لأمر الحاضرين فرابَنا،،، فكيف بأمر الغابرين نصدِّق؟!
وما صدَقتنا في الحقائق أعينٌ ،،، فكيف إذن فيهن يصدق مُهرق؟
وهل قد خُصِصنا دون من مات قبلنا ،،، بخُبث السجايا؟ شدَّ ما نَتَحمَّق!  
فنحن نلاحظ التباين في الروايات في احداث شهدناها.. فكيف بالاحداث الغابرة.. 
ولعلي اختم بهذه القصة الطريفه  للمؤرخ الكبير ارنولد توينبي المؤرخ البريطاني الكبير صاحب كتاب ( دراسة للتاريخ )يقول فيها .حدثت مشاجرة أمام بيتي، وبعد ساعات سمعتها من الجيران بست روايات مختلفة، فما بالك بالأحداث التي جرت منذ مئات السنين! 

١١:٤١ م-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٥٨ ص-٠٧ اكتوبر-٢٠٢٤
٠٤:٥٤ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٤٠ ص-٣٠ سبتمبر-٢٠٢٤
٠٩:٤٩ م-١٥ سبتمبر-٢٠٢٤