في زمن الصراعات بين العقل والرغبة.
ينجو من كان واقفاً على أرضٍ من المبادئ صلبة.
ويغرق من أطلق لنفسه عنانها فسارت في أراضٍ رحبة.
نكذب عليها باسم الحضارة، ونراها تجاري الكذبة.
فكل(تجاوز) أصبح تحت شعار الثقافات ( جائز).
وكل (تعدي) صار في زمن الحريات(  تحدي ).
وكل( انتهاك) أضحى في حكم العلاقات( اشتراك).
وكل ( انحلال) يبدو في عين المغريات( حلال) .
فيأتي هذا الجيل بِرِقَتِه وسرعته وينغمس في كل ذاك، وكأنها حرب نطالبه أن يخوضها ليثبت لنا أنه يستحق العيش فيها.
فتنشأ حربهم بين قدراتهم ورغباتنا، وبين أفكارهم وآرائنا، وببن إمكانات زمانهم وشح زماننا، وكأننا نفصلهم عنا وننسى أنهم امتدادنا. وعليهم اتكالنا  ومنهم سنستمد- عندضعفنا- قوتنا، وبهم نثبت نجاحنا في مسيرتنا.
جعلناهم رقائق ثلج،ونطلب منهم ألا ينكسروا؟!
ونقلناهم من موج إلى موج، ونتوقع منهم ألا يغرقوا؟!
وكأنهم عينات امتلكناها لنجري عليها تجاربنا ونتوقع أن يفشلوا فقط لنثبت أننا على حق.
أيها الجيل المذبذب بين مدنا وجزرنا، والمحصور بين عقلنا ورأينا ، والمأسور في زوايا قصرنا ، والمأمور بأن يداري قهرنا، والمكسور تحت قسوة جورنا، وكيف له أن يصدقنا بعد كل ذلك إن قلنا أننا نعوّل عليهم، وأن بهم فخرنا؟!
هل أنتم فعلاً رقائق ثلج؟! وهل أنتم كالثلج في صفائه ولمعانه؟! أم أنكم مثله في برودته وسرعة ذوبانه واختفائه؟!
فأنتم حقاً جيل التحديات الصعبة.
أتراكم قادرون على أن تولدوا من ضعفكم قوة باجتماعكم، أم أنكم ستطاوعون زمانكم ليذيبكم في غمسكم بشهواته ومغرياته ، ثم يترك لكم المجال لتعيدوا تشكيل أنفسكم بالقالب الذي يروق لكم، فليتكم تفعلون لترضوا عن أنفسكم، ونحن أيضاً نكسب بكم رهننا.
فما أجمله من تشبيه أنصفكم، وشمل قويكم وضعيفكم.
فليضع كل فرد منكم نفسه في المكان الذي يرى نفسه فيه.
ولا ننكر أننا وجدنا من أبناء هذا الجيل من رفضوا أن يكونوا رقائق ثلج، وأكدوا لنا أنهم سبائك من ذهب، في أصلهم وثباتهم وارتفاع قيمتهم وضمان معدنهم وصعوبة كسرهم.
فحريٌّ بأبناء هذا الجيل أن يحرروا أنفسهم من سطوة الزمان عليهم، ويثبتوا لمن حولهم أنهم ليسوا بأقل ممن سبقوهم  وليشكلوا زمانهم بما يناسب قدراتهم ، وليتركوا عليه بصمة تشهد لهم عند من سيأتي بعدهم ، ليتكم تجبرونا على أن نفخر بكم قائلين:
 " هؤلاء هم أبناؤنا، وهم فخرنا ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

@bentalnoor2005

بنت النور