الأستاذ عياد مخلف العنزي

٠٣:٣٨ م-١٦ سبتمبر-٢٠٢٣

المصدر : عياد مخلف العنزي
التاريخ: ٠٣:٣٨ م-١٦ سبتمبر-٢٠٢٣       145

لقد هب مؤرخو المسلمين مذ وقت مبكر بالاهتمام في تسجيل تاريخ مناطق جزيرة العرب وتوصيف كل منظوماتها الجغرافية , وتدوين ما ورد عنها من أشعار وقصص ,نابعة من منطلق ديني وإرث حضاري ومن هذه المناطق منطقة الحدود الشمالية  وهو تعريفها في القاموس إدارة المناطق في بلادنا المملكة العربية السعودية بعد توحيدها بقيادة الموحد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود يرحمه الله ,الذي لمَّ شتات جزيرة العرب ووحدهم في دولة واحدة أصبح لها نظاماً وحولها من نطاقات فوضوية يشيع فيما بينها الحروب والمشاحنات والجهل والمرض , وقبل ذلك البعد الغارب عن الشريعة الإسلامية الصحيحة.
ومنطقة الأوداة هو الاسم القديم لمنطقة الحدود الشمالية وأصل التسمية كما جاء في كتاب (تاج العروس) "أوداة على القلب، لغة طيء، قال أبو النجم فجمع بين اللغتين تقلب الباء والمتحركة ألفاً، إذا كان ما قبلها مكسوراً فسيقولون (أَوْدِية: (أَوْداة)
ماهذا نصه: في كتاب النوادر والتعليقات للإمام الهجري الأندلسي كل ..... لامُها ياء فإن فصحاء طيء يجعلونها ألفاً فمن ذلك الأوداة، جمع أودية فأول واد من أودية الأوداة ذو القور، ثم أحامر، ثم أُبْلَى، ثم تُبلَ، ثم بطن ظَبْى، هذه كلها أودية تصب في الفرات، وقد ورد ذكرها شعراً بحث ذلك الأستاذ القدير/ عايد ريشود الحازمي في معجم شعري قيم عن أودية الأوداة
ذو القور قال شاعر جاهلي: 
وذو القور لا جادت على ذي القور قطرة      وجادت عليه ريح زعزع وجنوب
وقال حاتم الطائي في أحامر:
ألا ليت الموت كان حِمامه في حي من أحياء أحامر. انتهى كلامه.
ووجدت في ديوان نابغة بني شيبان
الأسكندري المتوفي سنة 561هـ تحقيق العلامة الشيخ حمد الجاسر المجلد الأول صـ53ــ باب (أُبْلَىِ , وَأُبْلى , أَبْلاَء) أما أُبْلَىِ يفهم من نصر أنه يطلق على موضعين أحدهما جبل عند جبل أجا وسلمى , وهذا الجبل ليس معروفاً بهذا الاسم , والثاني واد يصب في الفرات وقد ذكره ياقوت الحموي, وقد عدَّ الهجري وادي أُبْلَىِّ من الأوداة أي أودية كلب وهو حسب ترتيبه يقع شمال وادي عرعر, وجنوب وادي تُبل بين الواديين أي أنه إما وادي الأُبيض أو وادي المرا من الحماد, وتمتد فروع وادي المرا من الحماد من قرب حزم الجلاميد متجهة صوب  الشمال الشرقي نحو الفرات , يقع وادي المرا بين خطي الطول 30َ/39ْ و 00َ/42ْ وخطي عرض 00َ/31ْ و 30َ/32ْ , إَمَّرَةُ :بكسر الهمزة , وفتح الميم وتشديدها , وراء , وهاء ؛ وهو الرجل الضعيف الذي يأْتمر لكل أَحد ؛ 
ويقال: ما له إِمًّرٌ ولا إِمَّرَة؛ وهم اسم منزل في طريق مكة من البصرة بعد القْريتين إلى جهة مكة وبعد رَامَة، وهو منهل؛ وفيه يقول الشاعر:
أَلا هل إِلى عبس بإِمَّرةِ الحِمى     وتَكْليٍمِ ليَلى , ما حييت , سبيلُ ؟
وفي كتاب الزمَخشري: إِمًّرة ماء لبني عُمَيْلة على مَتْن الطريق؛ وقال أبو زياد: ومن مياه غني بن أَعْصُر إِمًّرة، من مناهل حاج البصرة، 
قال نصر: أَحْماه عثمان لإبل الصدقة، وهو اليوم لعامر بن صعصعة. 
نقلاً عن ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان.
في تاريخ محمد بن عمر الفاخري 1277 هـ الأبيض: بضم الألف وفتح الباء الموحدة وكسر المثناة التحتية ومشددة بعدها ضاد معجمه، تصغير الأُبيض، والعامة تحذف الهمزة،
الأُلاهَةُ : حدث المفضًّل بن سَلَمة قال : كان أُفْنُون , واسمه صُرَيْم بن مَعْشر بن ذُهل بن تيم بن عمرو بن تَغْلب , سأَل كاهناً عن موته , فأخبره أنه يموت بمكان يقال له الألاهة , وكان أفنون قد سار في رهط إلى الشام فأتوها ثم انصرفوا , فضلوا الطريق فاستقبلهم رجل فسألوه عن طريقهم قال: خذوا كذا وكذا فإذا عنت لكم الألاهة , وهي قارة بالسماوة , وضح لكم الطريق , فلما سمع أفنون ذكر الأُلاهة تطير وقال لأصحابه : إني ميت ! قالوا : ما عليك باسٌ ؛ قال : لستُ بارحاً , فنُهِشَ حمارُهُ ونهق فسقط ؛ فقال : إني ميِّت ! قالوا : ما عليك باسٌ قال : ولمَ رَكَضَ الحمارُ ؟ فأرسلها مثلاَ؛ ثم قال يرثي نفسه وهو يجود بها:
أَلا لستُ في شيءٍ فروحاً معاويا
فلا خيرَ فيما يكْذبُ المرُ نفسَهُ
لعَمْرُك ما يدري امرؤٌ كيف يَتَّقي,
كفَى حَزَناً أَن يَرحَلَ الركب ُ غُدْوَة 
        ولا المشفقاتُ إذ تبغن الحَوَازيا
وتَقْواَلِه للشيء : ياليت ذا ليا !
إذا هو لم يجعل له الله واقيا
وأُصْبح في عُليْا الأُلاهة ثاويا

وقال عدي بن الرقاع العاملي:
كلما رَدًّنا شَطاً عن هواها،
بغُراب إلى الأُلاهة , حتى    شطنت ذات ميعة حقباءُ
تبعت أُمَّهاتها الأَطلاءُ
نقلاً عن ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان.
هو واد كما ذكره ابن بشر مجلد 241/1 من أشهر الأودية في شمال المملكة و"حامر" ذكره الإمام الأسكندري، واد بأكناف السماوة وأقول توصيف العلامة الأسكندري غامض في عموم الوصف، قال العلامة حمد الجاسر تعليقاً على قول الإمام الأسكندري عرفه نصر الحازمي وفي معجم البلدان،
قال الأخطل:
وما مُزْ بدٌ يعَلُو جَلاميدَ حامر     يُشَقُ إليها خَيْزُراناَ و غَرْقَداً
وفي بيتين آخرين مضيفاَ: وحَامِرُ أيضاَ واد بالسماوة من ناحية الشام في بلاد كلب لبني زهير بن جناب فهو لايزال معروفاً تنحدر فروعه من جبال تدعى حامراً ايضاً، تقع غرب بلدة بدنة شمال المملكة في إمارة عرعر، ويتجه الوادي نحو الشرق إلى قرب الفرات، وهو من أطول الأودية. أما قول نصر فيه "جباب" فعند ياقوت فيه حيات عظيمة والجباب جمع جُب وهي البئر وهي كثيرة في وادي حَامِر وهي في نهايتها لحال الوادي أكثر ملائمة من الحيات.                      

(زُباَلة)
تعريف الحازمي نقله الجاسر:
"ينسب إليها محمد بن عياش الزُبالي وذكرمن روى عنه، وأطال ياقوت الكلام عن زبالة فذكر معاني "زبَل" سميت زبالة بزبلها الماء، أي ضبطها له وأخذها منه، وذكر أنها قرية عامرة بها أسواق وفيها حصن وجامع لبني عاطرة من بني أسد والرحالة ابن جبير زار زبالة وذكرها في رحلته وقال أنها قرية عامرة بها سوق وزرع وآبار أقام بها الحسين بن علي رضي الله عنه في رحلته إلى الكوفة، وذكر عنها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان التالي:
زُبالَةُ: بضم أوّله: منزل معروف بطريق مكة من الكوفة، وهي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية، وقال أبو عبيد السَّكُوني: زُبالة بعد القاع من الكوفة وقبل الشقوق، وفيها حصن وجامع لبني غاضرة من بني أسد. ويوم زبالة: من أيام العرب، قالوا: سميّت زباله بزبلها الماء أي ضبطها له وأخذها منه، يقال: إن فلاناً شديد الزبل للقرب والزمل إذا احتملها، ويقال: مافي الإناء زُبالة أي شيء، والزِّبال: ما تحمله النملة بفيها، 
وقال ابن الكلبي: سميت زُبالة باسم زبالة بنت مِسْعَر امرأة من العمالقة نزلتها؛ وإليها ينسب أبو بكر محمد بن الحسن بن عَيّاش الزّبالي، يروي عن عياض بن أشرس، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، 

وقال بعض الأعراب: 
ألا هل إلى نجد وماء بقاعها
وهل لي إلى تلك المنازل عودةٌ
فأشرَبَ من ماء الزّلال وأرتوي 
وأُلصق أحشائي برمل زُبالة ,    سبيلٌ، وأرواحٍ بها عَطِرَاتٍ؟
على مثل تلك الحال قبل مماتي 
وأرعى مع الغزلان في الفَلَوتِ
وآنس بالظّلْمانِ والظّبَيَاتِ
وأورد طرفة:
أَرَّق العين يقالُ لم يَقِره    طاف والركبُ بصحراء يُسُرْ
ولجرير:
كما أتينَ على خَطَّا بَنَيْ يُسُرْ    أبدى الهوى من ضمير القلب مكنونا.
وفي معجم ما ستعجم يُسُرْ: رَحْلٌ لبني يربوع بالدهناء، وقال يعقوب بالْحَزْنِ وأورد بيت طرفه: وأضاف: وفي شعر الحطيئة: ماء دون زبالة وأورد بيتاً من شعره وآخر من شعر عدي بن زيد مر على حُرِّ الكثيب إلى لينة فاغتال الطراق يُسُرْ. ويستمر كلام الشيخ حمد يرحمه الله، لينة عن يمنى زبالة، والطراق جمع طريق واغتياله لها: ملؤه إياها بمائه، باب أُسُرٍ وأُسُنٍ.
قال أبو الفتح الأسكندري في كتابه الأمكنة أما الذي آخره راءٌ مهملة:
بَلَدٌ بالْحَزْنِ أرضِ بني يربوع بن حنظلة ويقال فيه يُسُرٌ علق الشيخ حمد الجاسر:
نقل هذا ياقوت عن نصر في حرف الهمزة وقال في رسم(يُسُر): ضد الْعُسر، هو نقبٌ تحت الأرض يكون فيه ماءٌ لبني يربوع بالدهناء
أَعَشاَشُ وأَنْصَاب: ذكرهما الأسكندري ماءان يربوع بن حنظلة.
شرح الشيخ الجاسر:
أنصاب منهل لا يزال معروفاً وهو في حَزْنِ يربوع وأنصاب يقع في نقطة بقرب الحدود السعودية العراقية، يدعه خط الأنابيب شماله وهو واقع في الطرف الشمالي من جبال الشُعَبة.

عياد مخلف العنزي ابن الراعي

١١:٤١ م-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٥٨ ص-٠٧ اكتوبر-٢٠٢٤
٠٤:٥٤ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٤٠ ص-٣٠ سبتمبر-٢٠٢٤
٠٩:٤٩ م-١٥ سبتمبر-٢٠٢٤