تعد المملكة من أولى دول العالم التي قررت مواجهة ظاهرة التغير المناخي بخطى متسارعة وجادة، معلنة عن مبادرات نوعية تحقق الأهداف المطلوبة، وذلك بعدما استشعرت خطورة مسارات هذا التغير من غازات دفيئة منبعثة من الغلاف الجوي، وارتفاع درجات الحرارة، والانبعاث الحراري، وغزارة الأمطار، وارتفاع مستوى سطح البحر، والجفاف والتصحر، وغيرها، إذ تشكل هذه المسارات مجتمعة، مخاطر وجودية، تهدد الحياة على كوكب الأرض.

وقد حددت المملكة آلياتها واستراتيجية عملها في مواجهة التحديات المناخية، وأعلنت عن حلول علمية، من بينها مبادرات الرياض الخضراء، والسعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، التي تساهم في مكافحة التغير المناخي، كما عرضت مبادرة اقتصاد الكربون الدائري خلال قمة مجموعة العشرين التي استضافتها المملكة، وهو ما يعزز رؤية صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالتزام السعودية الحلول المجدية التي لا تخفض انبعاثات الكربون فحسب، بل تضمن أيضًا استقرار أسواق الطاقة العالمية.

جهود المملكة لم تتوقف على حزمة المبادرات البيئة المعلنة، وإنما تمتد إلى استضافة المؤتمرات واللقاءات الدولية، التي تناقش التحديات المناخية، ومنها أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023 الذي تستضيفه الأسبوع المقبل، بالتعاون مع أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، وتتركز أعماله على معالجة أسباب التغير المناخي، ويجمع صنّاع السياسات، والممارسين، ومؤسسات الأعمال، ومؤسسات المجتمع المدني من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن مختلف مناطق دول العالم.

وتتماشى الجهود السعودية في مواجهة التغير المناخي، مع الجهود الدولية التي تسعى إلى التكامل والتعاون الدولي، من أجل التوصل إلى صيغة موحدة، ونظام متكامل لمواجهة التحديات المناخية والبيئية، ورفع جودة الحياة، إذ ترى المملكة أن العالم اليوم يحتاج إلى ﺗﺑﻧﻲ الكثير ﻣن اﻟﺣﻠول لمواجهة التحديات المناخية، ومن هنا، فهي ﺗﻌﻣل مع ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻛﺷﺎف جميع اﻟﺣﻠول والتوجهات، ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟطﻣوﺣﺎت اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اتفاقية باريس ﻟﻠﻣﻧﺎخ.

وبشأن مصادر الطاقة، وعلاقتها بالتغير المناخي، فلدى المملكة منظومة عمل متكاملة، تكرس التحول المستدام من مصادر الطاقة التقليدية المستخدمة لتوليد الكهرباء، إلى مصادر طاقة متجددة وصديقة للبيئة، عبر بناء محطات لتوليد الكهرباء، تعمل بالطاقة المتجددة، إلى جانب تقليل الأخطار المصاحبة لاستخراج النفط، إذ تؤمن اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ بأن اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺎﺧﻲ، ﻻ ينبغي أن تتحقق ﻋﻠـﻰ ﺣﺳـﺎب اﻟﺗطـور اﻻﻗﺗﺻـﺎدي وأﻣـن اﻟطﺎﻗـﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.