القيمة الأبرز والملمح الأرسخ الذي يشكّل النهج القيادي لملوك المملكة يتجلّى في توارث القيم؛ فحين نجد الاهتمام الأول يتركّز حول المواطن وتحقيق رفاهه وأمنه وصحته فلا نملك إلا أن نوقن بأن هذا المواطن هو في قلب اهتمام قيادته. هذا النهج الراسخ بدأه موحد ومؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- الذي وعد مواطنيه بأن يكونوا الأفضل في كل مناحي الحياة؛ قطع هذا الوعد في ظلّ ظروف مادية شحيحة، وفي وقت كان العدم والفقر وعوز المُمكّنات في كل شيء؛ لكنه الإيمان بالله ثم الثقة بالإرادة السعودية والهِمّة الطموحة التي يتلاشى أمامها كل صعب وعسير.
ولأنها قيم تُتوارث؛ فقد سار أبناء الموحد على الخُطى ذاتها، وجعلوا الإنسان والمكان هما قلب اهتمامهم؛ حتى هذا العهد الزاهر، عهد الإنجازات الكبرى، والابتكارات وصنوف الإبداع، والقيادة الشجاعة التي تقتحم المستقبل بكل بسالة وثقة ويقين؛ مسخّرة مقدراتها في كل ما من شأنه النهوض بهذا الوطن وإنسانه، وبما يحقق استدامة أمنه وأمانه ورفاهه وجودة حياته.
وليس ببعيد عنا ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- عند تدشين رؤية 2030 المباركة التي رسمها وباشر تنفيذها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-: «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك.»، وما نراه الآن من تحقيق لمستهدفات هذه الرؤية قبل انقضاء أمد موعد تحقيقها ما هو إلا تجسيد لحنكة القيادة وصدق وعدها، الذي أثمر مشروعات وإنجازات ومنجزات تاريخية مذهلة جعلت من بلادنا فعلاً نموذجاً رائداً وناجحاً كما أراده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أيده الله- وتم تحقيقه على أكمل وجه، وعلى أرفع مستوى وقيمة في كل المجالات.
كما يؤكد ريادة وتفوق المنظومة الصحية والتعليمية في المملكة التي تضم العديد من الكفاءات المتميزة التي أصبحت تنافس عالمياً في شتى المجالات.
بالأمس تم انتخاب الدكتورة حنان بلخي لمنصب المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط (EMRO)؛ وهو حدث مهم يعكس الدعم والتمكين الذي تحظى به المرأة السعودية، ومنحها الفرصة لخدمة بلادها واستثمار قدراتها ومواهبها في تحقيق ذلك المسعى؛ كما أن هذا الانتخاب يؤكد ريادة وتفوق المملكة العربية السعودية وريادتها الصحية ما جعلها تتبوأ هذه المكانة الدولية على كافة الأصعدة ومن أبرزها التفوق الكبير للمنظومة الصحية في المملكة والذي ساهم بدوره في تولي الكفاءات الوطنية لمناصب قيادية دولية في المجال الصحي؛ في صورة جلية تجسد ما يتمتع به أبناء الوطن من تميز وكفاءة ومقدرة عززها الاهتمام والدعم اللذين هيأتهما القيادة الرشيدة.
