الأستاذ / ماجد جديع العنزي

٠١:٣٢ م-١٢ اكتوبر-٢٠٢٣

المصدر : الأستاذ / ماجد جديع العنزي
التاريخ: ٠١:٣٢ م-١٢ اكتوبر-٢٠٢٣       1030

لكل شخص حرية التصرف وقضاء حياته كما يحب هو وليس كما يحب غيره طالما أنه لم يخالف الشرع ولم يغالط القيم والمبادىء الحميدة، مثلاً: أنت تحب أن تقرأ كتاباً قبل النوم، فتجد من يقول لك هذا خطأ لأنه سوف يزيد من نشاط عقلك ثم يفارق النوم جفنيك! بينما أنت معتاد على هذا الأمر ولا يُشكل لك مشكلة، أو قد تجد شخص يجتهد في ثنيك عن تناول وجبة تحبها فقط لأنه هو لا يحبها! أو قد تصادف شخصًا يحذرك من احتساء مشروبك الذي تستمتع به فقط لأنه قد قرأ عن مضاره من مصدر”مجهول“ بينما أنت قد أوضحت له عدم صحة تلك المعلومة ولكنه ظل متعصباً لرأيه.

أو قد تواجه من يكاد أن يخنقك بيديه فقط لأنك تحب أن تسترجع أيام طفولتك بمتابعة أفلام كرتونية قديمة رغم تقدمك بالعمر لأنها تذكرك بالزمن الجميل وبتلك الحقبة الخالية من أي ضغوطات فتجد سعادة غامرة في استرجاع تلك الذكريات اللطيفة، وقد تُبتلى بشخص يجاهدك جهاداً لإقناعك بتغيير سيارتك أو جهاز جوالك أو ساعتك أو قلمك أو أي غرض شخصي لك فقط لأنه هو قد ملّ منها! وقد تتفاجأ بشخص يعاتبك عتاباً شديداً بسبب جلوسك ببيتك لفترات طويلة فقط لأنه هو معتاد على التسكع وعدم الإستقرار! وقد تصادف من يجعلك تكره وظيفتك بسبب كثرة الإنتقاد بسبب طول ساعات العمل أو ضعف الراتب أو بُعد مقر عملك أو أي أمر أخر يختص بوظيفتك بينما أنت قبل كلامه كنت مقتنع بكل هذا ومرتاح ومتأقلم على ذلك.

وغيرها من المعارضات والإنتقادات  العجيبة على أشياء تفعلها لأنك تحبها ومتأقلم عليها ولكن ذنبك أن غيرك لا يحبها ولا يتقبلها، وكأن هذه الفئة المزعجة تريد توحيد طِباع البشر وعاداتهم على مزاجهم وأذواقهم! 
قد يكون ماتحبه شيئاً بسيطاً أو تافهاً في عيون غيرك ولكن لا تهتم لذلك طالماً أنك مستمتع بذلك ولا إثم عليك به ويجعلك سعيداً ومرتاح البال، ولا تلقي لهم بالاًً ولا تجاملهم لا بتوضيح ولا بتصريح ولا بتبرير ولا بتفسير، مجرد التبرير لهم يُعتبر فتح باب مزعج لفضولهم وتدخلهم بخصوصياتك التي تجد متعتك وراحتك بها، لاعليك إن قتلهم فضولهم فتلك مشكلتهم لا مشكلتك، فالمهم أن لا يقتلوا راحتك ومتعتك ويفسدوا عليك لحظاتك الجميلة وأسلوب عيش حياتك كما تحب، فبعض الأشخاص إذا بدأت بشرح وجهة نظرك له بموضوع تحبه وهو لا يحبه وجاملته في ترك ماتحب فأنت بذلك قد بدأت بالتنازلات عما تحب وستجد ذات الشخص يسعى لجعلك نسخة منه في توجهاته وهواياته بعد أن همشت ذاتك بذاتك ووجد في شخصيتك المُجَامِلة ثغرة يحطم بها راحة بالك ويلغي من جدولك هواياتك ومُتَعك وماتُسعِد به أوقاتك، وهذا بحد ذاته طريق سالك للوصول لمرحلة الكأبة والرتابة والملل، فكيف ستستمتع بأشياء لاتحبها، فقط لمجرد أن شخصاً ما ”مهما كان قريباً“ قد فرضها عليك؟


صرير القلم.

أنا أعني بكلامي اللحوحين في فرض أرائهم والمتعنتين في وجهات نظرهم وليس الناصحين الأُمناء، فعلى الشخص أن ينصح ويبدي وجهة نظرة ولكن دون إلزام الطرف الأخر بتطبيق النصيحة أو تبني وجهة النظر، هذا إذا كانت صحيحة و في مكانها فكيف بنصيحة أو وجهة نظر خاطئة أو مخالفة لما أعتقده أو لما أحبه.

١١:٤١ م-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٥٨ ص-٠٧ اكتوبر-٢٠٢٤
٠٤:٥٤ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٤٠ ص-٣٠ سبتمبر-٢٠٢٤
٠٩:٤٩ م-١٥ سبتمبر-٢٠٢٤