منذ أن أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أيده الله- عن تدشين رؤية 2030 بأنه يهدف إلى أن يجعل بلادنا أنموذجاً رائداً وناجحاً، وأنه سيعمل على تحقيق ذلك، وكذلك سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان راسم الرؤية ومُباشرها، والذي أكد أننا سنعمل فوراً للمستقبل منطلقين من الحاضر، منذ ذلك الوعد والعهد، ونحن ننطلق بمضاء وعزيمة شديدين، انطلاقة وثّابة وتوّاقة مسكونة بالشغف، ونزّاعة للإنجازات واقتحام المستقبل بكل كفاءة واقتدار، ومدفوعة برهان واثق على عبقرية أرضها ووفاء وسمو إنسانها، أصبحت بلادنا ضاجّة بالحيوية والشباب والنضارة، والطاقة الحيوية الوثّابة التي تسابق الزمن وتقارع التحديات وتفتح كوّة المستحيل لتدشّن عهد التفرّد وبراعة الإنجاز ونصاعة الحضور.

اليوم في انطلاقة جديدة تحتفي بالعقل، وبالقدرات الموهوبة يأتي إطلاق برنامج خادم الحرمين للابتعاث في عامه الثاني بهدف رفع كفاءة رأس المال البشري، والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز قدرات المملكة في البحث والتطوير والابتكار وريادة الأعمال في المجالات ذات الأولوية، وإعادة التأهيل وتعزيز القدرات في تخصصات علمية مختلفة؛ لتوفير كوادر وطنية موهوبة لسوق العمل، خصوصاً في القطاعات الواعدة للمشروعات النوعية التي أطلقتها رؤية السعودية 2030، وحسب المجالات المطلوبة لسد حاجة سوق العمل.

والمبهج أن البرنامج يأتي تحقيقاً لاستراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية -حفظه الله- والتي تمثل مرحلة جديدة للابتعاث تسهم في تعزيز تنافسية المواطنين من خلال رفع كفاءة رأس المال البشري في القطاعات الجديدة والواعدة.

وقد أحسن البرنامج في إطلاق حملة وطنية تحت شعار «أنت خيارنا»، فمن شأن هذه الخطوة أن تعزز الوصول بأهداف البرنامج إلى جميع المواطنين في مناطق المملكة ومحافظاتها، للتعريف بمسارات البرنامج وآليات القبول وآفاقه المستقبلية، واستقطاب المتفوقين والموهوبين للاستفادة من البرنامج وتأهيلهم في أفضل الجامعات حول العالم.

وكما هو معروف فإن البرنامج الآن في عامه الثاني، وذلك بعد إطلاق سمو ولي العهد في شهر مارس العام الماضي 2022 استراتيجية البرنامج لابتعاث 70 ألف طالب وطالبة ضمن مستهدفات رؤية 2030 في إطار عناية الدولة بأبنائنا والاستثمار في رأس المال البشري من خلال الابتعاث في البرنامج عبر أربعة مسارات هي: مسار الرواد، مسار إمداد، مسار البحث والتطوير، مسار واعد؛ وهو برنامج بلا شك سيخدم مستهدفات برامج ومشروعات رؤية 2030 الكبرى والواعدة، بما يتفق مع احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.

واللافت في البرنامج ومزاياه أنه يسير وفق استراتيجية راعت التيسير على الجميع وتحفيز هممهم، إذ إن التقديم متاح لجميع المواطنين دون تحديد العمر، كما أنه لا يُشترط امتداد التخصص في جميع المراحل الدراسية، ولا يُشترط معدل محدد للمؤهل السابق، ولا يتطلب نتيجة لاختبار القدرات العامة أو التحصيلي. والأكثر أهمية أن استراتيجية البرنامج أكدت أن يكون الابتعاث لأفضل المؤسسات التعليمية بحسب التصنيفات العالمية، حيث تزداد فرص التحاق الطالب الحاصل على قبول من الجامعة الأعلى ترتيباً، ويكون التخصص مراعياً لاحتياجات سوق العمل المحلي والدولي ومواكباً للمشروعات الواعدة.