لطالما كانت المملكة من أولى دول العالم التي بادرت ـ طوعاً ـ بمواجهة ظاهرة التغير المناخي، والحد من تداعياتها، إيماناً منها بأن هذه الظاهرة أصبحت تشكل خطراً داهماً على كوكب الأرض، وتهدد حياة الكائنات الحية والبشرية جمعاء، هذه المواجهة يقودها باقتدار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتتحقق المواجهة من خلال تنفيذ مبادرات نوعية، بدأت بـ»الرياض الخضراء»، و»السعودية الخضراء»، ثم «الشرق الأوسط الأخضر»، بخلاف برامج أخرى، تصب في صالح الهدف نفسه.
تفاصيل المبادرات الثلاث وبرامجها المنوعة وسقف أهدافها العالي، جعلت من الجهود السعودية في مواجهة التغير المناخي، مثالاً دولياً يُحتذى به، هذا المثال سيكون متاحاً أمام دول العالم عندما تطلع على تفاصيل منتدى مبادرة السعودية الخضراء، أثناء إقامته اعتباراً من الغد، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) على أرض مدينة إكسبو دبي.
ونسخة بعد أخرى من المنتدى ذاته، تحرص المملكة على أن تكشف عن ملامح تجربتها في الحفاظ على كوكب الأرض خالياً من أي تلوثات، وفي النسخة الثالثة التي تنطلق غداً، سيناقش المنتدى موضوعات مهمة، تحقق الأهداف العامة من وراء المبادرات المناخية، هذه الموضوعات ليس أولها ابتكار حلول الطاقة النظيفة وتطبيقها، وتمويل أنشطة العمل المناخي، وليس آخرها النظام البيئي للبحر الأحمر، وحماية المناطق البرية والبحرية في المملكة.
إقامة المنتدى في كوب 28، يُعلي من مكانته وأهميته ودوره في تعزيز الجهود الدولية لمواجهة التغيرات المناخية، الأمر الذي يجعل من المنتدى فرصة مثالية للجهات المعنية بالعمل المناخي لعقد حوارات مثمرة، وتبادل الأفكار والرؤى، وتسليط الضوء على المنهجيات المبتكرة في التصدي للتحديات البيئية، ودعم جهود العمل المناخي حول العالم.
ولمن لا يعلم، فالمملكة حرصت من وراء مبادرة «السعودية الخضراء»، على اتخاذ خطوات حثيثة، لبناء مستقبل أكثر استدامة، وجمعت المبادرة منذ انطلاقها في عام 2021، بين أهداف عدة، منها: حماية البيئة، وتحويل الطاقة، وتعزيز برامج الاستدامة في المملكة، لتحقيق أهدافها الشاملة في تعويض وتقليل الانبعاثات الكربونية، وزيادة استخدام الطاقة النظيفة، ومكافحة تغير المناخ، واليوم، تساهم المبادرة بدور محوري في تحقيق أهداف المناخ العالمية، وتمهد الطريق نحو غدٍ أكثر استدامة، عبر اتباع نهج استثماري، يشمل جميع فئات المجتمع.
