الجولة المكوكية التي يقوم بها وفد القمة العربية الإسلامية إلى عدد من الدول من أجل وقف الحرب على غزة والتصعيد العسكري الإسرائيلي واستهداف المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية أثمرت حتى الآن عن مواقف دولية مؤيدة تصب في صالح القضية الفلسطينية بمجملها، وإن لم تكن تلك المواقف قادرة على التأثير على (إسرائيل) التي مازالت تمارس غطرستها وصلفها ضد الأبرياء العزل وتتباهى بما تفعل.
تسعة عشر ألف ضحية فلسطينية أغلبهم نساء وأطفال نتاج العملية العسكرية الإسرائيلية حتى الآن، والتي لم تتوانَ عن استخدام الأسلحة الفتاكة منها المحرم دولياً، تلك الحصيلة لا تشمل من هم مازالوا تحت الأنقاض، ولا تشمل من تم تهجيرهم وأصبحوا دون مأوى في ظروف مناخية قاسية مع بداية فصل الشتاء، مع احتمال انتشار الأوبئة التي بدأ ظهورها بالفعل.
وزير الخارجية أعلن عن رغبة دولية في وقف إطلاق النار، داعياً الولايات المتحدة إلى عدم استخدام (الفيتو) حال طرح قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، معلناً عن عمل المجموعة العربية على قرار جديد في مجلس الأمن يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كل الأمور التي أعلن عنها وزير الخارجية منطقية وتأتي في سياقها، ويجب أن توضع موضع التنفيذ خاصة فيما يتعلق بالنواحي الإنسانية التي تعد من أسوأ الكوارث التي شهدها العالم.
الوضع في غزة غير مقبول بتاتاً، وعلى العالم أن يثبت أنه لا يمكن السكوت على هكذا أفعال يندى لها جبين الإنسانية دون أن يتحرك تحركاً فاعلاً يؤدي إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة، وبغير ذلك فإن المجتمع الدولي يؤسس لمبدأ غير سوي في التعامل مع الأزمات التي من الممكن أن تتفاقم وهو يقف موقف المتفرج.
