عندما أعلنت المملكة عن رؤية 2030 بجميع برامجها وخططها وتطلعاتها، كانت تراهن على إصرار القيادة والشعب السعوديين، ورغبتهما الحقيقية في إيجاد وطن جديد، أكثر إشراقاً وتقدماً، يتمتع فيه المواطن بالاستقرار والرفاهية وبحبوحة العيش.
ولم تستغرق الرؤية وقتاً طويلاً منذ الإعلان عنها في صيف العام 2016، لكي تثبت للجميع أنها أحد أكبر برامج التحول الوطني عالمياً، بعدما تسلحت بالعلم والحكمة في تنفيذ البرامج على أرض الواقع، من أجل إعادة بناء المملكة الحديثة على مرتكزات صلبة، تحقق الاستدامة في التقدم والنمو في جميع المجالات وعلى رأسها الاقتصاد، وهو ما ظهر جلياً في المؤشرات الدولية التي أعلنت بالأرقام أن المملكة تتقدم بوتيرة باهرة متفوقةً على دول كبرى.
وخلال أعوام الرؤية الماضية حقق الاقتصاد الوطني قفزات نوعية، تحولت معها الأحلام إلى واقع معاش يبشر بمستقبل باهر للبلاد، في إشارة إلى أن السعودية قادمة - لا محالة - إلى صدارة المشهد الدولي، باعتراف المنظمات والمؤسسات الدولية التي ترى أن الرياض تحقق كل ما تحلم به وتسعى إليه بأقل مجهود وبأقصر الطرق.
وقبل أن يرحل العام الميلادي الحالي، يحقق الاقتصاد السعودي نجاحات إضافية تترجمها المؤشرات الصادرة من المنظمات والمؤسسات الدولية، بإعلانها أن هناك نمواً حقيقياً في القطاعات غير النفطية بالمملكة، وهذا أكبر دليل على تنامي الجدوى من برامج الرؤية، التي وعدت بإيجاد اقتصاد سعودي، لا يعتمد على دخل النفط، متجاوزاً حزمة التحديات الاقتصادية العالمية، ويعزز هذا الجانب ارتفاع مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخاص غير النفطي في شهر نوفمبر الماضي.
وفي العام ذاته يرتفع أداء الأجهزة العامة في تحقيق مبادرات الرؤية، ليصل إلى أعلى قيمة له منذ العام 2019، وذلك نتيجة للجهود الحثيثة في دعم الأجهزة العامة من خلال عقد جلسات مراجعة لأدائها ومتابعة خططها التصحيحية، في الوقت ذاته يواصل أداء برامج تحقيق الرؤية تقدمه في الربع الثالث من العام على صعيد جميع محاورها الثلاث (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح).
وتكثر إنجازات الرؤية الاقتصادية، وتعلن عن نفسها تباعاً، في إشارة إلى أن الاقتصاد ينعكس إيجاباً على بقية القطاعات، وهو ما لمسه كل مواطن ومقيم، وشهد به المراقبون الدوليون، إذ يؤكد الجميع أن آلية التغيير في المملكة سريعة وشاملة، تترجم الرغبة الجادة لدى القيادة الرشيدة في بناء وطن متطور وحديث، قادر على مواكبة المستجدات العالمية.
