النجاحات التي تحرزها المملكة في العديد من المجالات.. مسيرة تقدم.. لا تتوقف عند حد معين، حيث تنتقل من تطور إلى آخر بشكل تصاعدي، يبشر بمستقبل أكثر ازدهاراً، يؤكد حقيقة مهمة وهي أن المملكة - بالتزامن مع إعلان رؤية 2030 - سلكت طريق التغيير، وتسير فيه بخطوات ثابتة وواثقة، ولن تحيد قيد أنملة إلى أن تحقق جميع تطلعاتها وأحلامها.

وتشهد على مسيرة التقدم تلك القفزات النوعية التي تحققها المملكة في المؤشرات الصادرة من المنظمات الدولية، في العديد من المجالات، وهو ما يعكس حجم الجهود المبذولة من ولاة أمر المملكة للنهوض بالبلاد، والارتقاء بها، وهذا ما تحقق فيما مضى من سنوات الرؤية، وصولاً إلى آخر إنجاز الذي تمثل في تقدم المملكة هذا العام 14 مرتبة عالمية في مؤشر الربط الجوي الصادر عن اتحاد النقل الدولي (إياتا)، لتكون من أعلى الدول نمواً في الربط الجوي لقطاع الطيران بالعالم؛ وبذلك تحتل المرتبة الـ13 دولياً، مع تسجيل مراكز مُتقدمة في قطاع الشحن والخدمات اللوجستية.

لا شك أن القفزة السعودية في مؤشر الربط الجوي سيكون لها تأثيرات كبرى على المشهد الاقتصادي، أقلها تشجيع شركات التقنية العالمية على إنشاء مراكز توزيع لها في المنطقة الاقتصادية الجديدة بالرياض، بجانب انتعاش الحركة الجوية بالمملكة، وهو ما بدت ملامحه بالنصف الأول من العام الجاري (2023) بتحقيق أرقام غير مسبوقة بارتفاع عدد الرحلات المحلية والدولية بنسبة 26 %، وبنسبة نمو لعدد الوجهات المخدومة تبلغ 15 %، فضلاً عن ارتفاع معدلات الكفاءة التشغيلية ومعايير الأمن والسلامة.

ويعكس الاهتمام الرسمي بقطاع الطيران والنقل الجوي رغبة القيادة الرشيدة بتطويره والوصول به إلى أبعد نقطة من التقدم والازدهار الدولي، لما له من دور رئيس في دعم النمو الاقتصادي، وتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يسهم في تطوير البيئة الاستثمارية، وصولاً لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، وتحقيق أفضل النتائج والإنجازات محلياً وإقليمياً ودولياً، وليكون رافداً مهماً في التنمية الاقتصادية.

وقياساً على ما سبق، ستصبح المملكة في السنوات المقبلة مركزاً ووجهة رئيسة للزوار من دول العالم، ويعزز من ذلك المشهد جملة الاستحقاقات التي نالتها المملكة، باستضافتها دورة الألعاب الآسيوية الشتوية للعام 2029، وإكسبو الرياض 2030، وكأس العالم لكرة القدم للعام 2034.