المصدر : الدكتورة : إيمان حماد الحماد
التاريخ: ١١:٥٥ ص-٣٠ ديسمبر-٢٠٢٣       169

سبحان من سبب الأسباب ، وجعل لكل أجل كتاب ، ولكل قول جواب ، ولكل فعل جِراب ، نحمل به ما خَلّفه من خراب ، ومن ثم ننفض ما علينا من ثياب ، لنخلصها مما علق بها من تراب ، لا يحق لنا عقاب ، فهل لنا حق العتاب ، ظلت الرؤية ضباب ، أظلم الدنيا سحاب ، نظمأ إذا حلّ الغياب ، نغرق إذا زاد اقتراب ، ونحن بينهما سراب ، إن دنا فهو ارتياب ، إن حنا مثل الصحاب ، انحنا حدب الرقاب ، وانثنى صعب الركاب ، وانبسط كف الخضاب ، واتسع ضيق الرحاب ، وانطفى عود الثقاب ، وارتوت ظمئى الجداب ، في ذهاب أو إياب  ... .
ثم ماذا ...
كل شيء ينتهي ...
كل فيء ينطوي ...
كل ضوء ينجلي ..
كل حلم ينقضي ..
كل بوح يختفي ..
كل قلب يكتوي ..
كل كف يلتوي ..
كل كهف يمتلي ..
كل حبل ينزوي ...

 كل شيء يولد ثم يموت ، يوجد فينكسر الجمود  ، ينطق فينحصر السكوت ، ثم يرحل ... .
كيف جاء ؟ وكيف أقبل ؟ 
كيف فاء ؟ وكيف يرحل ؟ 
كيف شاء ؟ وكيف يقبل ؟ 
هل أنا داء ، ومن عدواه يجفل ؟ 
هل هو الإقصاء ، بادِ فيه يحفل ..
لست بالإدناء أرغب ، لست أسأل ..
إن بدا فهو الغباء ، ولست بالإطراء أقبل ..
جاءني مثل السحاب ، إن سقى حتما سيرحل ...
ساءني ضوء تراءى مثل شمس ، قبل إشراق ستأفل ...
ساءني طعم الثمار ، ظننتها شهدا ، إذ فمي منها سيتفل ..
ساءني وعد تنامى أن يظل ، وحبله دوما سيوصل ...
ثم فجأة ، لست أدري ، والحقيقة حيث يدري ليس يجهل ..
كيف يسأل ، ثم عن معنى الإجابة صار يغفل ..
هل هي الأرقام تلعب بالعقول ؟ فكيف يُعقل ؟ 
هل هي الأوهام  ترغب بالحلول ، وكفها للضوء عطّل .. 
أم هي الأحلام تكذب للعدول ، كيف حلمي قد تأجل .. 
ليست الأعمار قيدا ، ليس رقما بات صيدا ، ليس هزلا  ليس جدا ، ليس سيفا ، ليس حدا ، ليس جمعا ليس فردا ، ليس دفئا ليس بردا ، ليس حبلا  ليس قيدا ، ليس مطرودا ببيدا ، ليس مصدودا  
بكيدا ، ليس محدودا بِرَدّا ، ليس مقصودا بصيدا ، هو ليس عند العقل نِدّا ..
فهو رقم ليس مذكورا بِعَدّا ، قدره بالشخص يبدا ، حجمه بالعقل يندا ، رسمه وردا لشخص ، نفسه للغير يردا ...
فالصغير بعقله ، والكبير بقدره ، رقمٌ وبالأوراق يُحمَل ، بعضه قد صار بندا ..
صورة تبقى لترقى ، ربطها بالعمر يُسقى ، بانعكاس ليس أنقى ، روحها بالحب تُلقى ، خدشها في القول حرقا ،  سهم قول جارح بات في الأعماق خرقا ، محدثا في العمق فرقا .
فامسح الصورة بحبٍ بل ورفقا  ...
إن لم تكن تعنيك شيئا ، فهي عند الغير برقا ، قبل أن تدخل حياتي ، أسمع الأبواب طرقا ، وابقى فيها حيث كان القول صدقا ، ظاهرا في صدقه يغشاه عمقا ، لم يكن للعمر جرم ، كي يصير الغرب شرقا ، فوق هامي ، ثم قامي ، رقم عمري صار فوقا ، فالعقوبة عند من يجني على الأرقام شنقا ... .

@bentalnoor2005

بنت النور

١١:٤١ م-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٥٨ ص-٠٧ اكتوبر-٢٠٢٤
٠٤:٥٤ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٤٠ ص-٣٠ سبتمبر-٢٠٢٤
٠٩:٤٩ م-١٥ سبتمبر-٢٠٢٤