في مساء يوم الاثنين الموافق التاسع من شهر شعبان للعام الهجري 1445 كان لنا موعد مع (محاضرة الإمام ) ألقاها الدكتور بدران الحنيحن في إمارة المنطقة بمناسبة يوم التأسيس برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي فيصل بن خالد بن سلطان ٱل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية .
محاضرة جميلة وشيقة ارتحلت بنا عبر عبق الماضي وجماله وصولا إلى الحاضر السعيد  .
أبحرت بنا عبر مراحل ومحطات عديدة بداية من جهود الإمام المؤسس وتضحياته ليس في توحيد البلاد فحسب بل وفي الاهتمام بنشر الأمن والعلم وتمكين الاقتصاد ونشر الثقافة. 
تبدأ القصة بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وانتقال مقر الخلافة إلى الكوفة ودخول جزيرة العرب في مرحلة من النسيان والاهمال والتي استمرت قرونا عديدة من الزمن أدت إلى خلل في الأمن وتدهور الاقتصاد وانعدام سبل المعيشة وضعف الدين وانتشار الجهل وانعدام الثقل والتأثير السياسي للبلاد .
وبعدها أتت الرحلة المباركة لٱل سعود من قبيلة حنيفة من بكر بن وائل حيث انتقل جدهم مانع المريدي من القطيف إلى وادي حنيفة حيث يقيم أقاربه الدروع وأقام إمارة الدرعية عام 1446 م .
وبعدها بثلاث قرون تقرببا أسس حفيده الإمام محمد بن سعود ال سعود الدولة السعوديه الأولى عام 1727 م وعاصمنها الدرعية .
والإمام محمد بن سعود هو الجد الخامس لخادم الحرمين الملك سلمان والجد السادس لولي العهد الأمير محمد بن سلمان والجد السابع لسمو أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير فيصل بن خالد بن سلطان.
الأمام المؤسس محمد بن سعود هذه الشخصية التاريخية المفصلية والمؤثرة اعتمد فكرة الوحدة الوطنية لكل مناطق وأقاليم البلاد وهي الفكرة التي كانت غائبة على مدى أكثر من ثمانية قرون .
وبعدها ظهرت العديد من مظاهر ومؤشرات الدولة الحقيقية والمتمكنة في كل المجالات الأمنية والاجتماعية والتطور العمراني والثقافي وغيرها .
سوق الموسم في عهد الإمام محمد بن سعود وأبنائه من بعده والذي يقام في الدرعية على جانب وادي حنيفة كان يحضره الجميع من كل أنحاء الجزيرة العربية من عمان واليمن وكذلك من العراق والشام بالإضافة إلى سكان البلاد السعودية وهذا مؤشر واضح على الاستقرار والأمن والحكم الرشيد . 
أحياء الدرعية التاريخية وأشهرها :
حي غصيبة وهو الحي الرئيسي للدرعية القديمة .
حي الطريف الذي فيه قصور آل سعود ومنه تصدر التعليمات والأوامر ومنه تدار باقي البلاد .
حي البجيري حيث يتركز فيه العلماء .
الكتب والمخطوطات التاريخية تتحدث عن القصور والأبنية التي تخدم العامة والمسافرين وتوفر لهم سبل الراحة والأمان .
كما تتحدث عن اهتمام الإمام وأبنائه بالثقافة والعلم وكذلك الخط العربي الأصيل والمنقوشات والزخارف المتقنة والتي تدل على الاهتمام بالجودة والأخيرة مؤشر واضح على مدى الاستقرار والأمن فلا يمكن الوصول أو الحديث عن الجودة إذا لم تصل أي دولة إلى درجة عالية من القوة والاستقرار والأمن .
وفي عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز وهو الحاكم الثالث للدولة السعوديه الأولى تم كسوة الكعبة من داخل الدولة وتحدبدا من منطقة الأحساء وسابقا كانت تأتي الكسوة من خارج الجزيرة العربية.
المرأة السعودية ذكرتها العديد من المراجع وهي تشارك في بناء الوطن ونهضته بل وتدافع عنه وسجلت شهادات تاريخية النساء السعوديات وهن ينقلن الماء والأكل داخل أراضي المعركة للمقاتلين السعودين المدافعين عن الوطن في مشهد يمثل الانتماء الحقيقي والقناعة الراسخة  .
وعند الحديث عن القوة العسكرية لابد من التطرق إلى (منقية الإمام) وهي قوة عسكرية خاصة من 600 مقاتل من أقوى وأمهر وأشجع المحارببن من مختلف القبائل والمناطق يشكلون القوة اللازمة لحماية ألأمن وفرض السيطرة وهذا دليل على وصول الدولة إلى درجة عالية جدا من التنظيم  .
كل هذه المقتطفات ماهي إلا شيء بسيط من تاريخنا المجيد الزاخر بالانجازات والحافل بكل عوامل الفخر والاعتزاز والتي يجب على كل سعودي معرفتها وتعليمها لأبنائه .
 وختاما أتمنى أن أكون قدمت تلخيصا وافيا لمحاضرة الدكتور بدران الحنيحن يليق بهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا .

كتبه : نايف مسدح العميم.