المصدر : الدكتورة : إيمان حماد الحماد 
التاريخ: ٠١:٠٠ ص-١٥ مارس-٢٠٢٤       176

فوجئت بقلمي وقد أصبح ذو خطٍ شاحب ، وكأن الحظَّ له شاطب ...
وكلما قصدته في بعض أمري ، أراه مني مختبئا كهارب ...
وقد كان بيننا عهد، أن يظل برحلتي خير  صاحب ...
ولا يتوانى عن تلبية ندائي ، من باب حق وواجب ..
ولكنه ... ، ولكثرة صدماته في واقعي ، تفاجأ ، وصار لي يضارب ...
فسألته عن حاله : ألم يعد يعنيه أمري ؟ ، و هل يقبل بأن أعاتب ؟ ...
أم أن حالي ساءه ، فصار يُهْديه المتاعب ، وصار يعطيه الرواسب ؟؟ !!
أم أنه يبغي طريقاً ، لا يكون به مصاعب ..  
فلم يعد تفسيره لحمل أفكاري يناسب ..  
 
فقال لي ، وهو للأحبار ساكب ، والجبين كمن غدا بالحزن قاطب  : 
هل تراني غارسا فيك المخالب ، وهل قصرت فيك لكي تعاتب ، فجعلت الحرف كما الواثب ، وكتبت الخطبة للخاطب ، ونظمت الشعر بلا راتب  ، صورت المعنى ليقارب ، عن صعب المفهوم أجانب ، ولفهم المقصود أجالب ، وعطائي كعطاء الواهب ...
شَكّلتُ الفكرة في القالب ...
فَتُفَجّر في العقل مواهب ..
طرحت الموجب و السالب ، وشرحت الحاضر والغائب ، ومسحت الشائك و العائب ، وحذفت الناقص و الخارب ، وجعلت الأصل مع النائب ، عربي اللفظ مع العارب ، شرقي الأصل مع الغارب ،  وخضت البحر بلا قارب ، وقتلت الخوف بلا راهب ،  وغدوت لمعناك أقارب ، إن كنْتَ اللبَّ، أنا القالب ، إن كنْتَ العقل ، أنا الحاجب ، أنا لست صغيرا لتُلاعب ، وتطبطب كتفي وتُداعب  ، أطعمتك نفسي يا صاحب ، وأسلت الحبر فلا شارب  ، فابتّل الذقن كما الشارب ، واختلّ العقل عن الخاطب ، فتحول بالفكر لشائب ، وامتلأ نتوءا و شوائب ، وانكفأ يتمتم ويعاتب ....
أأنا المكتوب أم الكاتب ؟؟ 
أأنا المصحوب أم الصاحب ؟؟ 
صار المغلوب كما الغالب ، ورأيت الذاهب كالآيب ، وجمعت المذنب بالتائب ، أفسدت الأمر على الغالب ، فكسوتك أثواب الكاذب ، إن كنت لمشنقتي ناصب ، 
أستخسر أم أنت الكاسب ؟؟
احسب جولاتك يا حاسب ، واجعل صولاتك بمراتب ، وانظر خذلانك كرواسب ، واطرح منسوبك ليناسب ؛ كي أشبه تُربا وكواعب ...
لن أنسى دوري كمحارب ..
في قدسك حرب سأحارب ، في نفسك ضرب سأضارب  ، في صوتك من صوتي جانب ، وصداه لمن يفهم صاخب ، في ظلك جيش  وكتائب ، في عينك بصري والحاجب ،  أنا بوحك للورق أجاذب ..
صدقك في دمعي ساكب ، للرزق وتحقيق مآرب ، لا تنظر في عين الغاضب ...
لا تنطق حقا وتوارب ، لا تطمع في بعض مكاسب ، فجمال القلم بصاحبه ، يتمتع بالنظر الثاقب ، وصفاء القلب بكاتبه ، مكتوبي عنوان الكاتب ، إيمان القلم بفكرته ، يحمي الإيمان على الغالب ، فأنا المكتوب أنا الكاتب ، والقلم لسيده صاحب  ، مصدوق القول أو الكاذب ... 

@bentalnoor2005
بنت النور

١١:٤١ م-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٥٨ ص-٠٧ اكتوبر-٢٠٢٤
٠٤:٥٤ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٤٠ ص-٣٠ سبتمبر-٢٠٢٤
٠٩:٤٩ م-١٥ سبتمبر-٢٠٢٤