المصدر : الدكتورة : إيمان حماد الحماد
التاريخ: ١٢:١٩ م-٠٢ يوليو-٢٠٢٤       162

مررت في حياتي بالعديد من المواقف ، وكنت أكتشف فيها ذاتي ، وأصقل شخصيتي ، وهي على تَنَوُعِهَا وتفاوت حِدَّتها كانت كفيلة بتقويم اعوجاجي ، وتهدئة عَجَاجي ، ومجاراة مزاجي ، وتهيئة خَرَاجي ، وكنت معها أشحذ هِمَّتي ، وأُقَوّي عزيمتي ، لأُنهي رحلتي ، فلا تتوقف مسيرتي ، ولا تتباطأ خُطوتي ، ولا تضعف قُوّتي ، فلا أعود أدراجي ...
وخلالها أيضا ، وكأن الصعاب فرضاً ، قطعت الأرض طولا وعرضا ، وذقت مُرَّها وحاربت مرضا ، وخضت الكثير من التحديات عمدا وليس عَرَضَا ، وكأن الارتياح في المُتاح انقرضا ، وكأن موج الرياح على فرد الجناح اعترضا ، فكان أصعبها ترويض نفسي ، وأقساها تحريض حدسي ، فاستمر النزاع بين صوتي وهمسي ، مهمينا كما بدا بالأمسِ ...
فلا تقدّم العمر يبيده ، ولا أثر الخبرة يفيده ، وكأن الزمان يزيده ، وما من ضمان على من يعيده ، فقديمه مثل جديده ، ومجموعه مثل وحيده ، وقريبه مثل بعيده ، وكثيره مثل فَرِيده ، وضَالَّه كما رشيده ، وجوهره مثل حديده ، ولا ندري إن كان يريدنا أو نحن نريده ، ورغم استهلاكنا له إلا أنّا نزيده ، نرجو خيره ولا نأمن وعيده ، نطمع بمنصفه ونهاب شديده ، نخوضه ونحن لا نعلم ضارّه من مفيده ، سارَّه من تراجيده ، كبيره من وليده ، مسالمه من عنيده ، يقسو علينا وكأن حياتنا من رصيده ، ويهاجمنا وكأن ذراعنا حول جِيدِه ، وكأن ماءنا من جليده ، ويتحكم بنا وكأن ساعدنا عضيده ، فنحن ظلّه نسير وفق حدوده ، نلبس من ثيابه ونأكل من ثريده ، حتى رسائلنا تصل على بريده ، ولانعلم هل سيصطادنا أم نصيده ، هل سيجعلنا كما زمرة عبيده ، أم سنبقى في ترانيم نشيده ، حتى الظنون بفكرنا ضاعت في أكيدِه .

فكيف لنا من سطوته أن نتحرر ، فنحتويه دون أن نتضرر ، ونرتضي منه المُقَدَّر ، ونرتجي ما قد تَأَخَّر ، ونتقبَّل الحلو و المرّ ، ونتحمَّل البؤس والضرّ ، ونتجمّل معه حتى يمُرّ ...

وحتى نفعل علينا أن نتهيأ بما ينفع مع ذاك الصراع من وسائل ، ونتسلح بما يناسبه ، فنجمع ما أمكن من متاع لطائل ، ونضع الخطة لخوض التحدي ، مع اجتماع البدائل ، لننهي ما أُغلِق من أمور ، ونسعى لحل المسائل ...

ومن أعتى الأسلحة جميل الخصال ، وكريم الشمائل ، وحسن الوصال ، بعديد الوسائل ، وعظيم المنال ، والتي تدنو لسائل ، ومحاسبة النفس لو في السرائر ، والرضا بالقدر فهو بكل الأحوال صائر ، وإعمار الأرض كما هو مناط بكل الفصائل ، وكبح الهوى فهو للذنب مائل ، وكل نعيم بالتجاوز زائل ، فلا تجعل بينك وبين الله حائل ، حتى تكون بعرضه ضمن الأوائل ، ولا يصل تلك المنازل إلا القلائل ، فاحجز مكانك بينهم وارق الفضائل ، وانأى بنفسك عن طريق الرذائل ، وزاحم حتى تصل لذاك ، في نظرة المتفائل ، ولن يصل إلا التقيّ الباذل ، من له بالحظ نائل ، لنا في هذا دلائل ، كما قال خير قائل : " وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " ...
ومختصر ذلك : أن تسير على الصراط المستقيم ..

@bentalnoor2005
بنت النور

١١:٤١ م-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٥٨ ص-٠٧ اكتوبر-٢٠٢٤
٠٤:٥٤ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٤٠ ص-٣٠ سبتمبر-٢٠٢٤
٠٩:٤٩ م-١٥ سبتمبر-٢٠٢٤