المصدر : الدكتورة : إيمان حماد الحماد
التاريخ: ٠١:٥١ م-٢٤ يوليو-٢٠٢٤       140

هو ذاك الوقت الذي يفصل بين الأمس والغد، ولا يندرج تحت أي بند، ولا يدخل في حساب وعدّ، يسيطر فيه الهزل على الجد، حلّ القبول من بعد صدّ، والسرور من بعد وَجد، واستحال الحزن سعد، فلا جدال أو فصال عند ردّ، ولا نزال أو عراك لا بقول أو بيد، نَجْرُد به الأحزان جرد، ونَسْرُد الأحداث سرد، خيرٌ إلينا قد يُمَدّ، تحلو الحياة بدون قيد، شوكها في العين ورد، مرارها في الطعم شهد، غزالها في الأصل قرد، صخرها أحجار نرد، غرسها أشجار رند، جَزرُها في البحر مَدّ، رملها للصخر ندّ، نلهو ونمرح دون كيد، والوقت فيها بات صيد، نصطاده وبدون جهد، نعتاده حرا و برد،  جماله سهر وكَدّ، نرضى به إن كان بُدّ.

فمن حق الجميع وقت لهم مستقطع..
ترتاح به الأذهان مما به ترتع ...
وتهنأ الأرواح وما تَفَرَّرق منها عادت له تجمع...
وتنشط الهمم ، من بعد ما انطفأت أنوارها تسطع...
وهاهي الطاقة ، تعود بلياقة، خير لنا ترجع..

فالأم بحاجة لوقتها المستقطع ؛ لاستجماع القوى.
والأب بحاجة لوقته منه؛ حتى يتابع ما بنى.
والمسؤول بحاجة لنصيبه منه؛ حتى يُقَوّم ما هوى.
والعامل بحاجة لأن يصيبه بعضه؛ حتى يتمم ما نوى.
والعاطل أيضا يحتاجه؛ حتى يرمم ما طوى. 
والكبير يريده ؛ ليعوّض ما ضاع منه وما درى.
والصغير يريده؛ ليروض نفسه بما طال منه وما حوى.
من طاله سيزيده أضعافه؛ حتى المريض به اكتوى.

ولا فرق في طريقة قضائه ، فأيا كانت سنرى تأثيره.. 
وأيا كان اسمه، سفر أم نزهة ، زيارة أو رحلة ،  
سهرة أو حفلة ، سيصلنا أثيره..
ومهما كانت مدته ، طال أو قصر ، فالعبرة تكمن في طريقة تحريره..

فهذا طفل لم يبارح أرضه ، يلهو ويمرح...
وهذا رجل سارح في فكره يجمع و يطرح..
وذاك شخص طارح لهمومه ، لفرضها ما عاد يسمح ..
وذاك والد مع بنيه بنزهة ، بالقول يمزح ..
تلك البنات عيونهم فاضت بدمع ضحكها للأمر يشرح..
والنساء حديثهم عن فنهم بالطبخ يصدح..
وعن جنون زمانهم ، هزلهم بالرأي صرّح...
ليس ذنبا حتى تفكر كيف تمسح..
ليس عيبا إن ضحكت، وليس يفضح..
ليس جرما إن تركت مشاكلا بالخلف تسرح..
ليس كفرا إن منحت النفس وقتا فيه تفرح ..
وقتا لها من حقها، حقا أراه الان أوضح ...

وقتا مستقطعا ...
تغادر به قوقعتك ، وترجع بفوائد جدا كثيرة.
وتغير نظامك ،فلا تقضيه على نفس الوتيرة.
وتنسى طريقتك، فالتجربة بالتغيير جديرة.
وتكسر روتينك، فبعض الكسور ليست خطيرة ..
فقد تصحو ليلا ، وتنام عند الظهيرة..
وقد تمحو ألما ، وتنسى لحظاته المريرة ..
وسترجع أفضل ، فلم تعد نفسك كسيرة ..
فلست أسيرا للحياة ، ولا هي عندك أسيرة ...
فإما أن تستقطع لك جزءا منها،أو تقطعها والنفس تبقى حسيرة، مكملة تلك المسيرة..
ليست الحلقة الأخيرة...

وبغض النظر إن كنت مع أو ضد، راضيا أو منك صد، مهما بَرَقْتَ وصار منك الصوت رعد، مهما غضبت مهددا أن تبتعد، هذا وقتك فاستّعِدّ، إن ضاع منك له أعد، ذاك وقت فليعد مهما بَُعد..
وذاك حقك خذه حالا إن وُجِد.. 
أما أنا فلن أتوقف، ولن أتردد..
ولن أتنازل عن حقي به ..
وإن عارضه العالم أجمع.
فأنا به قد انعزلت ، فلا أرى ولا أكاد أسمع.
وإن كنت قد تأخرت، ما ضرني فالآن أرجع..
سأعود لذاتي ، وشتاتي فيه أجمع...
وأسد أذني، قولكم ما عاد يشفع..
وأغض طرفي، إن بدا ما ليس ينفع...
أرضى لنفسي، ما يليق بعزها ، للنفس أرفع..
أنجو بها عن كل ما يضيرها، سأكون أسرع..
ما عداه حلالها ، تأكل هنيئا، حق تلك النفس تشبع..
هل أنا حقا سأمنع؟؟!!

@bentalnoor2005

بنت النور

١١:٤١ م-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٥٨ ص-٠٧ اكتوبر-٢٠٢٤
٠٤:٥٤ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٤٠ ص-٣٠ سبتمبر-٢٠٢٤
٠٩:٤٩ م-١٥ سبتمبر-٢٠٢٤