المصدر : الدكتورة : إيمان حماد الحماد
التاريخ: ١١:٢٧ ص-١٠ أغسطس-٢٠٢٤       122

كيف تكون السياسة مع عودة الدراسة ؟؟
فهي ليست مجرد عودة لمقاعد الدراسة، بعد إجازة و راحة.
وليست عودة لجند أجادوا الحراسة، إن جازت لنا الصراحة..
ولكنها عودة للنظام، بعد أن فَقَدَت الأوقات معانيها، وضاعت حدودها التي تعنيها، حيث لم يعد في الصباح حياة، ولا في الليل ارتياح ..
ولم نعد ندرك الغُدُوِّ من الرواح، ولا نُمَيّز بين ضحك وصياح، ولا بين مكروه ومباح..
انقلبت الموازين على رأسها، وضاعت الأيام بي حاضرها وأمسها ، وانشغلت الأنفس في الملذات وغمسها، وسهرت الأعين في الملهيات وتوارت خلف حدسها، وتاهت العقول بين الفضائل والرذائل ، ونسيت أيها ستَقلَع ، ومن منها التي يجب غرسها، وطُمِست الأهداف ولم نضبط تنبيها لها ليذكرنا بها جرسها...
وما الحجة بكل هذا الضياع ..
أننا بإجازة ، ونريد أن نعوض ما ضاع..
ونستعيد منها ،ما كان به حق الإرجاع..
ونستهلك كل أنواع المتعة بما يُستطاع...
ما نجده ، وما نصنعه ، وما يُشْرى وما يباع.. 
مما يرضي الذائقة، أو يطيب له استماع..
وما يكون بمعزل ، وما له عُقِد اجتماع...

فعلتم ما فعلتم، وجنيتم ما زرعتم، وقضيتموها حسب ما رأيتم ...
فلا بأس...
فكل شاة معلقة من عرقوبها..
وكل نفس لها محاسنها ، وعليها عيوبها ..
تضيء إن شمسها أشرقت ، وتظلم إن حان غروبها..

وها قد انتهت الإجازة ..
حقيقة لا مجازا..
وعادت لنا الحياة ، كما عدنا لها ..
ففي العودة للدراسة ، إصلاح لكل تلك التجاوزات ..
وإزالة العالق من آثار التراكمات ..
وتنظيم الوقت بعد انتهاكه بالكثير من المداخلات..
وإعادة الترتيب للأعمال حسب الأولويات ..
وتنشيط العقل بعد طول سبات ...
وإشغال الذهن بالمهام والواجبات ..
والإحساس بالمسؤولية بعد الشتات ...
وكأنها استعادة ضبط المصنع ، أو كما يقال :" الفورمات".
لتنظيف الشخص من الفيروسات.
فشتان بين ما كان وما هو آت ..
وهيهات أن يظل كما هو هيهات ..
ولذلك نرى للعودة هيبة ، وبدون ريبة ..
فبمجرد أن تقترب...
يبدأ الحديث حولها ، في الأمسيات..
والاستعداد لها بكل ما نحتاجه من الأدوات..
ولأجلها ، وقبل أن يحين وقتها ، نعمل على إنهاء كل المتعلقات ..
ويراجع لأجلها الصرف ، وتُرصد لها ميزانية حسب الإمكانات..
وتذلل لها كل الصعوبات ، حتى تكتمل كافة الاستعدادات ...
ولأجلها يعود الغائب، ويصبح موجبا ما كان مفتونا بسالب..
ولأجلها يستعد الطالب ، بكل ما يجعله بسوقها في الجد غالب ، فهو معها يحارب، وبها يطالب ، وعليها يضارب ، ليظل فيها الكاسب.
ومن يصدق أن هذا المناضل كان بالإجازة لاهٍيا و هو بالوقت لاعب ...
فقد جاءت وكأنها سيلٌ هادر يجرف معه كل مستهتر ..
جاءت وكأنها خيلٌ ثائر ، يصرف عنه كل متعثر ..
فاستقام بها كل مَيل ، واستعاد النورَ بادٍ في ظلام الليل يظهر..
فهو نور العلم أسفر..
مثل ضوء الفجر أبهر..
مثل غيث بل وأطهر .. 
فهو فيض سال منه الفضل أنهر..
بل هو والله أكثر ..
بل هو والله أكبر ...

فهل هناك من هو أكثر سلطة منها..
وهل هناك مربيا ،  سَيَتِيهُ عنها ...
فانظر لها وبحجمها بالفعل زِنها ...
وأعلنها للجميع : " عادت الدراسة " ..
وانظر صداها ، في مسامع من يصنها..
أنفاسهم فيها احتباسا ...
خطوة فيها احتراسا ...
رقابة ، عزم ، حراسة ...
صَوْن العقول فلا مساسا..
للعنيد بها مراسا ..
للشديد بها شراسة ..
قمة وضعت أساسا ...
والسلوك غدا كياسة ...
ليس لهوا بل دراسة ..
بدؤها دقت جِراسه ..
مُحْكَمة فيها سياسة ...
تجعل النشء غِراسا..
صراحة ليس التباسا ..

@bentalnoor2005

بنت النور

١١:٤١ م-١٣ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٥٨ ص-٠٧ اكتوبر-٢٠٢٤
٠٤:٥٤ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤
١١:٤٠ ص-٣٠ سبتمبر-٢٠٢٤
٠٩:٤٩ م-١٥ سبتمبر-٢٠٢٤