يتّجه العالم اليوم إلى التوغل بشكل أكثر إلى عصر"المعلومة"، ففي الوقت الذي كان يمكن التنبؤ بماذا سيحدث في العشرة السنوات المقبلة؛ أصبح التنبؤ بما سيحدث بعد عام من الصعوبة بمكان نظراً للتحولات الهائلة التي يشهدها العالم في مجال التكنولوجيا والمعلومات والانفجار السكاني وثورةالاتصالات وغيرها، وهذا التسارع في كل مجال جعل الدولوالمنظمات والمؤسسات بأنواعها في حالة تأهب واستعداد دائمين لملاحقة هذا التحوّل المتسارع، كالنهر المتدفق الذي يجرف كل شيء أمامه، من هنا نجحتْ كثيرٌ من الأمم والشركات الكبرى مثل (Google، Samsung، Apple،Amazon) وغيرها في مواكبة هذا التطور الهائل، وأصبحت تتماشى معه، بل وتسيطر عليه، وتوجهه لتحقيق غاياتها ومصالحها، ولأن مبادئ اللعبة الحضارية تغيررت هي الأخرى فقد أصبح رأس المال متغيراً هو الآخر، ففي الوقت الذي كانرأس المال المادي هو المسيطر وهو عصب الحياة، أصبح رأس المال البشري لاعباً مهماً في التنمية والتطور فيما بعد؛ ثم أصبحت المعلومة لا تقدر بثمن في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم من حولنا؛ ، وأصبحت مساوية في القيمة لرأسي المال البشري والمادي؛ فهذا العصر هو عصر المعلومات بامتياز، وظهرت الحاجة إلى ما أسميته "رأس المال المعلوماتي"، والذي يشير إلى توافر المعلومات الضرورية التي تحتاجها الدول لمواجهة التحديات الآنية والمستقبليّة، وللإبقاءعلى موقعها التنافسي في صدارة دول العالم، في ظل ثقافة سائدة لا تعترف إلا بالقوة التي مصدرها المعلومة؛ باعتبارهامورداً أساسيَّاً وإستراتيجياً يُتيح فرصة التحكم بالظروف المحيطة والطارئة، كما تتيح إمكانية التنبؤ بالمستقبل المنظوروقراءته بدقة، وبالتالي إمكانية التعامل المثالي معه، والمحافظة على وضع الكيان التنافسي بين التكتلات الدولية من حولنا،ومن هنا بات "للمعلومة" تنظيمها العلمي والإداري الخاص، بللا أبالغ إذا قلتُ أصبح لها هيكلتها التنظيمية في كل هيكلة إدارية للدول ولمؤسساتها المختلفة، وأصبح لها موظفون مننوعيّة ومواصفات خاصة، وصارت "المعلومة" عالماً خاصاً له أسرارة وتفاصيله (لعلي أُفصّل فيه في مقال آخر)، وقد أدركتْ الأمثال الشعبية العربية أهمية المعلومة والخبر فقالوا في تشخيص دقيق لحال العالم اليوم :

ياخبر بفلوس، بكره يبقى ببلاش