المصدر : ميسر البديوي - الجوف:
التاريخ: ١١:٤٤ م-٣٠ ابريل-٢٠٢٣       199

‏انتشار محلات القهوة في المملكة ظاهرة غريبة كتب عنها كثير من الناس، وذكرت أسباب عدة، تنوعت بتساؤلات عما إذا كنا كشعب متذوق وعاشق للقهوة ما يجعل الحاجة ملحة إلى إيجاد " كوفي" في كل مكان ، وهناك من رأى أن السبب يعود الى أنها وجدت إقبالاً واسعا من جميع الفئات العمرية
‏ولكن ما نراه من انتشار محلات القهوة المختصة بنكهاتها واسعارها الخيالية وطقوس استهلاكها عند شريحة الشباب من أبناء الجيل الحالي( الكافيهات) إضافةً إلى أنها حققت نتائج مبيعات مذهلة ، حيث يستهلك العالم يومياً أكثر من ملياري فنجان من القهوة، ذاك المشروب الذي يُلاقي رواجاً كبيراً في مختلف أنحاء العالم ، وحسب إحصائية وزارة التجارة التي تفيد بان ارتفاع الإقبال على عدد تراخيص إنشاء محلات " المقاهي " في السعودية ليبلغ 35 ألف رخصة وما يزيد.. حيث لايكلف كوب القهوة الواحد بعد إعداده أكثر من 5 ريالات، على أن يتم بيعه بمعدل 15 إلى 18 ريالا بحسب حجم الكوب ، وان "1 مليون "كوب قهوة يتم شربه كل ساعة في السعودية…
‏يقال " انها رشفة مليئة بالمتعة " لكن هل تستبدل 
‏قهوتنا وتصبح القهوة العربية إرث من الماضي في ظل انتشار القهوة المختصة ! ورغم ارتفاع الأسعار في تلك المقاهي الا انها تشهد حشوداً من الشباب مستعدون للوقوف طوابير طويلة للفوز بكوب من القهوة بنكهة جديدة وتجربة مذاقها الذي سمع عنها وقد لا يحبذها بعد الحصول عليها الا ان الهدف منها هو نشر الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تباهياً و تقليداً. حتى أصبح ما ينفقه الشاب ـ على جلسات الكافيه ـ عبئا على ميزانية الأسرة وان كوب القهوة بنكهة البستاشيو وصلت قيمته الى 26 ريال في احد الكافيهات ، 

‏وعلى سبيل احصائيات المناطق "بلغ عدد الكافيهات في منطقة الجوف 450 كوفي جميعها تعمل بأيدي سعودية
‏ أجريت هذه الحوارات مع عدد من الشباب والفتيات في منطقة الجوف حول ذلك :

‏ حيث قالت مريم أنها تذهب للمقاهي بصورة دورية او متكررة خصوصا وقت الاجازة الاسبوعية وانها تدعوا صديقاتها للجلوس بالكوفي ، وذكرت انه "مكان هادئ وان فيها خصوصية للاستمتاع بشكل مريح . وانها " تهوى القهوة بنكهات اللاتية والكورتادو ولاترغب القهوة السوداء ذات المرارة "
‏اما محمد ، فأكد أن «ارتياد الكافيهات ليس على سبيل الكشخة بتاتا، إنما يرتبط بتغيير الأجواء في ظل الضغوط اليومية». وذكر أن «حب الفضول والتجربة ما يسمح باختيار الكافيهات والمشروبات الساخنة ، في حين إن أساس الاختيار يكون مرتبطا في الاغلب بالديكور والراحة العامة»، مستبعداً أن يكون اختياره على اساس المنتجات، بل «الماركة» و«الإقبال عليها من الكثيرين من الشباب
‏بينما ذكر ياسر إن «احتساء القهوة في أي مكان لا يقوم على سبب بعينه، بل للروتين اليومي والقرب المكاني»، اعتبر ياسر «اختيار الأماكن الهادئة الخالية من الزوار والقريبة من مكان الجامعة أثناء الدراسة هو أساس اختيار الكافيه، باستثناء المنتجات أو القهوة، نظرا إلى أن المنتج ذاته موجود في كل الأماكن». واوضح أن «هناك اشخاصاً يقومون باختيار الكافيهات للترفيه عن انفسهم والكشخة احيانا"
‏اما نورة، وهي مواطنة عاملة في مجال تسويق القهوة لدى إحدى الشركات الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، افادت أن «اختيارات القهوة تتم بناء على رغبات الزبائن وأن التسويق لها يرتبط كثيرا بالموضة التي يشهدها السوق». وذكرت أن «أغلب المحال او مراكز بيع القهوة تعتمد على القهوة المستوردة من أميركا الجنوبية، لا سيما البرازيل وكولومبيا»، لافتة إلى أن «ظاهرة القهوة، وتوجّه الناس إليها، يتبعهما طلب أكبر على القهوة المختصة ». وبيّنت نورة أن «ارتياد الكافيه لتناول القهوة له علاقة بالنشاط، لا سيما في فترة الصباح قبل العمل»، مفضلة الكافيهات التي تقدّم الأنواع المخلوطة بالحليب، أو المعروفة باسم لاتيه والكابتشينو.
‏وتحدث عبدالله عن الهدف من ارتياد الكافيه، حيث بيّن أنه «يقصد الكافيهات التي توفر مشروبات مميزة بخلاف القهوة، كالشاي بمختلف انواعه». وأشار إلى أن «الكافيه مقصد من يرغبون في الصحصحة بعد النوم ، في حين إن اختيار المكان يرتبط بالراحة العامة في الموقع والقرب من المناظر الطبيعية او ديكورات المكان المريحة "

‏ أعتقد أن ارتياد أماكن شرب القهوة ليس متعة؛ فهناك من يحمل ماكينة قهوة متنقلة، ويضعها في مكان العمل لصناعة قهوته الخاصة. وأن «ارتياد الكافيهات قد يكون بسبب الظواهر المجتمعية ، ولكنه يختار الكافيه الذي يقصده للترفيه عن النفس والبعد عن الضوضاء».